هل تساءلت يوماً من يصنع ملابسك فعلاً؟ أو كيف تؤثر سلاسل التوريد في صناعة الأزياء على حياة العاملين؟ في هذا التقرير، نغوص في أعماق آليات الإنتاج في هذه الصناعة ونكشف التحديات التي تعيق التغيير الحقيقي.
تحدثت FashionUnited إلى كيم فان دير ويرد، مديرة مصنع سابقة وخبيرة في حقوق الإنسان، تسعى لتعزيز العدالة في سلاسل التوريد. من خلال بودكاست "Manufactured"، تسلط الضوء على الشراكات المنصفة بين العلامات التجارية والمصانع، وتأثير النظم الإنتاجية على الأفراد والبيئة.
تشرح كيم أن إنتاج الأزياء لا يتم في خط مستقيم، بل عبر شبكة معقدة من العلاقات: المصممون، الموردون، مصانع "القص والخياطة"، معامل الأقمشة، الغزّالون، والمزارعون. وفي كثير من الأحيان، يخلط الموردون بين الأدوار، فيقدمون خدمات التصميم أو يبيعون مباشرة للمستهلكين.
لكن تعقيد هذه السلسلة ليس مجرد صدفة، بل قرار تتخذه العلامات التجارية لحماية أرباحها عبر تحميل الموردين والمصانع المخاطر المالية، مثل تقلب الطلب أو العقود قصيرة الأجل. وهذا ما يؤدي في النهاية إلى ظروف عمل غير مستقرة وأجور متدنية.
تقول كيم: "المشكلة ليست في وجود سلاسل طويلة، بل في الطريقة التي صُممت بها لحماية العلامة التجارية فقط. الشفافية وحدها لا تكفي، فحتى مع النوايا الحسنة، من الصعب التصرف بأخلاق ضمن نظام غير عادل في جوهره".
وتشير إلى أن المصانع تتحمل الجزء الأكبر من المخاطرة: تقوم بشراء المواد وتوظيف العمال بناءً على توقعات العلامات التجارية، دون التزامات مؤكدة، ما يجعلها تموّل الإنتاج من جيبها. وعندما تتغير الطلبات فجأة، تصبح الأجور أول ما يتأثر.
الحل؟ إعادة توزيع المخاطر. إذا التزمت العلامات التجارية بتحمّل جزء من التكاليف مقدّمًا، يمكن تحسين الأجور وتخفيف الضغط على المصانع والعاملين. وتختم كيم: "العدالة في صناعة الأزياء تبدأ من تصميم منظومة إنتاج أكثر إنسانية واستدامة".
عملت في مجال الصحافة والكتابة منذ سن الـ16، خرّيجة كلية الإعلام والتوثيق في بيروت، أقيم في دبي منذ 14 عاماً، حيث أعمل اليوم كمحررة ومديرة لموقع gheir.com، أشرف على المحتوى وأهتمّ بإدارة العلاقات مع العلامات الكبيرة في مجال الموضة والمجوهرات والجمال والفنون الجميلة على أنواعها. أقوم أيضاً بمقابلات حصرية فيما يتعلق بإصدارات دور الأزياء والمجوهرات، وتنفيذ جلسات تصوير وفيديوهات خاصة بالموقع.