لماذا قد يؤدي استحواذ برادا على فيرساتشي إلى تغيير مشهد الموضة بالكامل؟ | Gheir

لماذا قد يؤدي استحواذ برادا على فيرساتشي إلى تغيير مشهد الموضة بالكامل؟

موضة  Mar 27, 2025     
×

لماذا قد يؤدي استحواذ برادا على فيرساتشي إلى تغيير مشهد الموضة بالكامل؟

تقترب مجموعة برادا الفاخرة من الاستحواذ على دار فيرساتشي، حيث قد تُحسم المفاوضات مع كابري هولدينغز خلال الأسابيع المقبلة. ووفقاً لتقارير نشرتها صحيفة "إل سولي 24 أوري" الاقتصادية الإيطالية، تم تحديد العاشر من أبريل كموعد نهائي للمفاوضات، حيث تتصدر برادا السباق لشراء فيرساتشي في صفقة تُقدَّر قيمتها بحوالي 1.5 مليار يورو. ومن الممكن أن تصل قيمة الصفقة إلى 2 مليار يورو في حال شملت أيضاً العلامة الفاخرة للأحذية "جيمي تشو".

هدف الصفقة: إعادة إحياء فيرساتشي وتعزيز هيمنة برادا

تهدف هذه العملية إلى إعادة إحياء علامة فيرساتشي، التي أسسها جياني فيرساتشي وتم بيعها في عام 2018 إلى كابري هولدينغز مقابل 1.85 مليار يورو، بعد أن كانت مملوكة لعائلة فيرساتشي وشركة الاستثمار بلاكستون. من خلال هذه الخطوة، تسعى مجموعة برادا إلى تنويع محفظتها وتعزيز موقعها في السوق الفاخرة، مما قد يمهّد الطريق لإنشاء مجموعة إيطالية قادرة على منافسة الكيانات الفرنسية العملاقة مثل LVMH وKering .

برادا في موقع قوي للنمو

مجموعة برادا، المُدرجة في بورصة هونغ كونغ، تتمتع حالياً برأسمال سوقي يبلغ 140.15 مليار دولار هونغ كونغي (حوالي 16.7 مليار يورو). وتضم محفظتها علامات مثل برادا، ميو ميو، تشيرتش، كار شو، ماركيزي 1824، ولونا روسا. وستساهم إضافة فيرساتشي (وربما جيمي تشو) إلى هذه القائمة في تعزيز مكانة المجموعة، خاصةً بعد تحقيقها إيرادات صافية بلغت 5.4 مليار يورو في 2024، بزيادة 17% عن عام 2023، متجاوزة متوسط نمو السوق.

أداء متباين بين برادا وفيرساتشي

سجلت مبيعات التجزئة لعلامة برادا نمواً بنسبة 4%، في حين شهدت مبيعات ميو ميو قفزة مذهلة بنسبة 93%. وكانت النتائج الإقليمية لبرادا قوية بشكل خاص في آسيا، حيث سجلت نمو مزدوج الرقم في مبيعات التجزئة في اليابان (+45.8%)، الشرق الأوسط (+26%)، أوروبا (+17.5%)، ومنطقة آسيا والمحيط الهادئ (+13.1%). في المقابل، شهدت فيرساتشي تراجعاً في الإيرادات بنسبة 15% خلال الفترة من أكتوبر إلى ديسمبر 2024، حيث بلغت 193 مليون دولار فقط، مع تسجيل خسائر تشغيلية بلغت 21 مليون دولار.

تساؤلات حول جدوى الصفقة

أثارت هذه الأرقام شكوك بعض المحللين حول نجاح ما يُطلق عليه "صفقة براداسي" (Pradace)، حيث صرّح محللو بنك الاستثمار الإيطالي "إكويتا" بأن برادا لديها الموارد لدعم إعادة إطلاق فيرساتشي، لكن العملية قد تكون طويلة ومعقدة. ورغم عدم ترحيبهم بالصفقة، فإنهم يتوقعون تأثيراً محدوداً على خلق القيمة، نظراً للتقييمات الحالية المتداولة.

تغييرات إدارية في فيرساتشي تعزز التكهنات

بدءًا من الأول من أبريل، لن يكون هناك أي فرد من عائلة فيرساتشي في منصب إبداعي داخل الدار، حيث ستتنحى دوناتيلا فيرساتشي ليحل محلها داريو فيتالي، المدير السابق للتصميم والصورة في ميو ميو. أثارت هذه التغييرات تكهنات بأن مجموعة برادا، بقيادة ميوتشيا برادا وباتريسيو بيرتيلي، باتت قريبة من إتمام الصفقة مع كابري هولدينغز. ومع ذلك، لن تنفصل دوناتيلا تماماً عن الدار التي قادتها منذ اغتيال شقيقها جياني عام 1997، إذ ستصبح السفيرة الرئيسية للعلامة التجارية وستواصل دعمها للقيم الأساسية للدار.

كابري هولدينغز تبحث عن مخرج ملائم

في بيان صحفي أعلن عن سلسلة من التعيينات الجديدة داخل فيرساتشي، أكد جون د. أيدول، رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لشركة كابري هولدينغز، أن هناك "خطة تعاقب مدروسة بعناية" قيد التنفيذ. وتسعى كابري هولدينغز منذ فترة طويلة إلى بيع فيرساتشي، وهو الأمر الذي ازداد إلحاحاً منذ أكتوبر الماضي، بعد أن رفض قاضٍ أمريكي صفقة اندماج كابري البالغة 8.5 مليار دولار مع مجموعة تيبستري، المالكة لعلامات مثل كوتش وكيت سبيد.

تأثير الصفقة على صناعة الأزياء الإيطالية

بحسب المعنيين بصناعة الموضة، إذا نجحت برادا في الاستحواذ على فيرساتشي، فإن الصفقة ستمثّل نقطة تحوّل رئيسية في صناعة الأزياء الإيطالية، خاصة بعد عقود من استحواذ المجموعات الأجنبية على العلامات الفاخرة الإيطالية مثل فندي، غوتشي، وفالنتينو. فهل ستتمكن برادا من إعادة بريق فيرساتشي وخلق كيان فاخر إيطالي قادر على مجاراة عمالقة الصناعة العالمية؟ هذا ما ستكشفه الأسابيع القادمة.

يأتي هذا في وقت قررت فيه المديرة الإبداعية دوناتيلا فيرساتشي التنحّي عن منصبها بعد 30 عاماً من تولّي مهامها كمديرة فنية للعلامة الإيطالية خلفاً لشقيقها الراحل جياني، تاركةً المجال لبروز موهبة جديدة أخرى في هذا المنصب، بعدما تم تعيين المصمم الشاب داريو فيتالي مكانها. وستكتفي دوناتيلا بتمثيل العلامة كسفيرة عالمية لها، في حين سيقوم فيتالي بالإشراف على عملية التصميم والابتكار. ويُعتبر تنحّي دوناتيلا أيضاً من التحديات الكبيرة التي تواجه العلامة، ولكنه تحدٍ قد يصبّ في صالح العلامة التي أصبحت تحتاج لدماء شابة تبثّ فيها حياة جديدة وربما تساهم في تتويجها من جديد على رأس قائمة علامات الموضة الأنجح من حول العالم.

عملت في مجال الصحافة والكتابة منذ سن الـ16، خرّيجة كلية الإعلام والتوثيق في بيروت، أقيم في دبي منذ 14 عاماً، حيث أعمل اليوم كمحررة ومديرة لموقع gheir.com، أشرف على المحتوى وأهتمّ بإدارة العلاقات مع العلامات الكبيرة في مجال الموضة والمجوهرات والجمال والفنون الجميلة على أنواعها. أقوم أيضاً بمقابلات حصرية فيما يتعلق بإصدارات دور الأزياء والمجوهرات، وتنفيذ جلسات تصوير وفيديوهات خاصة بالموقع.

الموضة