وقفتنا لليوم هي مع زين الطويل، الفلسطينية التي وُلدت وعاشت في دبي، واكتسبت منها شغفها الكبير بالموضة وبعالم الاستدامة. أطلقت زين علامة Yello بعدم جائحة كوفيد، التي فتّحت عينيها على حقيقة ما تتسبب به صناعة الموضة من تلوّث يلحق بالمياه الجوفية، فقررت أن تساهم في التخفيف من وطأة هذه المأساة، وأن تطلق علامة متخصصة بالملابس الأخلاقية.
واليوم، يتم تصنيع كل عباءة من Yello بعناية فائقة من أقمشة قابلة للتحلل البيولوجي ومضادة للحساسيّة ومقاومة للحرارة ومتينة، مشتقّة من الفواكه والخضروات، بما في ذلك قصب السكر، البرتقال، ألياف الموز ونفايات قشور الأناناس، مما يضع معياراً جديداً للاستدامة في عالم العباءات.
مع زين كان لنا الحوار التالي:
بدايةً، حدّثينا عن الأسباب التي قادتك إلى دخول صناعة الموضة..
لطالما تميّزتُ بأسلوبي وستايلي الخاص الفريد والمرح بين دائرة أصدقائي ومعارفي. ومن هنا عرفت أنني سوف أبدأ مشروعي الإبداعي في عالم صناعة الأزياء يوماً ما. لا شك أن تحويل رسمة بسيطة إلى زي يمكنك ارتداؤه والتعبير عن نفسك من خلاله له سحره الخاص، وكأنه مزيج خاص ومرح بين الحياة الواقعية والفن، وقد وقعت في غرام هذا المزيج.
تقدم علامتك أزياء صديقة للبيئة – فهل لك أن تحكي لنا من أين وكيف بدأت القصة؟
علامة Yello تفتّحت من شغفي العميق بكوكب الأرض. في العام 2020 وأثناء الحظر الصحي، حين بدا وكأن العالم توقّف عن الحركة، تنشقت أمنا الأرض أول نفس عميق لها منذ زمن طويل وبدت وكأنها تتعافى، – هنا راودتني الفكرة، فعلى قدر ما يحمل عالم الأزياء من سحر وألق، إلا أن له جانب مظلم. إذ عرفت أن صناعة الأزياء مسؤولة بمفردها عن 10% من إجمالي انبعاثات ثاني أكسيد الكربون في الجو، وهي نسبة أكبر مما تتسبب فيه وسائل المواصلات مجتمعة باختلاف أنواعها بما فيها الطائرات. وهذا ليس كل شيء: فهناك نسبة تقترب من 20% من المياه الملوثة في أنحاء الأرض ناجمةً بشكل مباشر عن صناعة الأزياء. ثم يأتي عنصر المرأة، العمود الفقري لصناعة الأزياء، إذ تعمل 8 من بين كل 10 نساء في صناعة الأزياء، بمدخول بالكاد يكفي لمعيشة صعبة، مما يعني أن كل هذا الألق الأخّاذ الحيوي لصناعة الأزياء، ليس مرِحاً ولا صحياً في واقع الأمر. فقررت أن أوجد حلًا وأن أقدّم مشروعاً له يقوم على رؤية تراعي مستقبلاً أفضل للأرض والبشر.
ما هو أهم منبع للإلهام بالنسبة لك والذي تعودين إليه دوماً؟
الطبيعة بكل تأكيد، سواء كان من خلال ألوان الغروب، أو تراقص أوراق الشجر مع الرياح، أتسوحي من كل شيء موجود في الطبيعة، فهي النبع اللانهائي للجمال الذي لا يتوقّف عن العطاء.
وبم تصفين أسلوبك وذوقك في التصميم ؟
يمكننا وصف ذوقنا أو ستايل علامتنا بأنه كلاسيكي مع لمسة مختلفة. فعلى سبيل المثال، نأخذ العباءة، وهي قطعة ملابس تتجاوز الزمن، ونضفي عليها لمسات عصرية متجددة. فالأمر كله يتلخص في الراحة والستايل مع تقديم قصّة من الاستدامة والحرفة الأخلاقية وراء تصنيع هذه القطعة.
كيف تصفين علامة YELLO بثلاث كلمات؟
إنها علامة مستدامة، داعمة، وعابرة للوقت والصيحات.
في رأيك ما الذي يساهم في تقديم عباءة بديعة خاطفة للأنظار؟
العباءة البديعة هي التي توازن بين الجماليات والأخلاقيات. فهي لا تقتصر على أن تكون جميلة بصرياً وملفتة للنظر، ولكن يجب أن تُصمم بحيث تراعي البيئة والناس المشتركين في تصنيعها. الجودة، والاستدامة، ووجود قصة وراء كل قطعة نقدمها في علامتنا، هي أهم العوامل التي تساعدنا على تقديم عباءة بديعة ومذهلة.
هل لديك نصيحة خاصة تقدمينها لكل امرأة عند شرائها لعباءة جديدة؟
أنصح كل امرأة بأن تنتقي عباءة تجعلها تشعر بالجمال والراحة في كل وقت وبكل طريقة. عباءة لا تتميّز فقط بتصميم جميل، ولكن أيضاً بقصّة ملهمة تروي تفاصيل مصدر الوحي وراءها أو تحكي حكايات معبّرة عن الأشخاص الذين صنعوها..
ما بين العباءة السوداء والعباءة الملوّنة ،– أيهما تختارين ولماذا؟
هذا خيار صعب! فالعباءة السوداء تقليديّة وكلاسيكية، لكنني أميل إلى العباءة الملوّنة. فهي تبرز المرح والتجدد، وتساعدك على أن تتباهي بتعبيرك عن شخصيتك بطريقتك الخاصة، وأيضاً مَن منا لا تحب إضافة لمسة من الألوان إلى إطلالاتها؟
عملت في مجال الصحافة والكتابة منذ سن الـ16، خرّيجة كلية الإعلام والتوثيق في بيروت، أقيم في دبي منذ 14 عاماً، حيث أعمل اليوم كمحررة ومديرة لموقع gheir.com، أشرف على المحتوى وأهتمّ بإدارة العلاقات مع العلامات الكبيرة في مجال الموضة والمجوهرات والجمال والفنون الجميلة على أنواعها. أقوم أيضاً بمقابلات حصرية فيما يتعلق بإصدارات دور الأزياء والمجوهرات، وتنفيذ جلسات تصوير وفيديوهات خاصة بالموقع.