من الإيجابيات القليلة التي ترافقت مع جائحة كوفيد، العودة إلى الحياة الواقعية والابتعاد عن الأنماط التي تنطوي على الكثير من المبالغة، فضلاً عن الدفع باتجاه الاستهلاك المفرط وغير المبرر في الكثير من الأحيان، والذي كان ينتج عن تعمّد علامات الموضة، إغراق الأسواق بمنتجات جديدة كل شهرين تقريباً. فعددٌ كبير من دور الأزياء الذي تُعتبر صاحبة الريادة في تحديد اتجاهات الموضة والأناقة في كل موسم، كانت تطلق حوالي 8 مجموعات مختلفة سنوياً، تُضاف إليها مجموعات حصرية مخصصة لأسواق بعينها أو بمناسبات محددة، مثل يوم الفالنتاين ورأس السنة الصينية وعيد الميلاد وغيرها.
إلا أن الجائحة ساهمت في ترتيب الأمور من جديد، وفي استعادة المستهلكين للتفكير الواقعي وتركيزهم على الأساسيات بدل التمادي في اقتناء كل ما يُعتبر من الكماليات. هذا فضلاً عن تخلّيهم عن المفهوم الذي كان سائداً في السابق، والذي كان يدّعي بأن الجمال والأناقة يحتمّان على السيدة التضحية براحتها مقابل أن تبدو في مظهر مثالي. لقد أصبحت الراحة اليوم تتصدر أبزر اهتمامات المتسوقين، فضلاً عن ميلهم إلى المنتجات ذات الطابع العملي والمتعدد الاستعمالات. وقد تجاوبت علامات الموضة مع هذا التوجه، وأصبحت تضع هذه العوامل من جديد نصب أعينها. وهذا ما أدّى إلى عودة الموديلات والستايلات التي أحببناها جميعاً على مرّ السنوات، واعتبرناها من أساسيات الأناقة اليومية، وأبرزها:
الجرابات الشتوية: قبل الجائحة كنا قد وصلنا إلى وقت اعتُبرت فيه الجرابات الشتوية من مساوئ الموضة، وكانت النساء تتجنب ارتداءها حتى في عز فصل الشتاء لأنها لم تكن "على الموضة"، وكان ارتداؤها يشير إلى تراجع أناقة المرأة. لذا لطالما شاهدنا نساء خلال تغطيتنا لأسبوع الموضة في باريس، وهنّ يعانينَ الأمرّين ويواجهنَ البرد القارس لفصل الشتاء وهن ترتدينَ الفساتين القصيرة أو التنانير من دون الجرابات العالية. اليوم انتهت كل هذه المعاناة، وعادت هذه الجرابات إلى الواجهة بعدما قدّمتها علامات مرموقة في عالم الموضة، من Chanel إلى Versace وGiambattista Valli وغيرها.
الدنيم الأزرق: لقد عرفت البناطيل "Skinny" الضيقة الملتصقة بالجسم عزّها ومجدها خلال السنوات القليلة الماضية واضعةً الدنيم الأزرق بالأرجل الواسعة طي النسيان. إلا أن عدداً من مصممي الأزياء العالميين، أعادوا هذه القطعة إلى الواجهة من جديد، بالتزامن مع عودة بنطلون الكارغو وبنطلون كابري وغيرهما من الستايلات التي شاعت بشكل كبير في التسعينيات. واليوم أصبح الدنيم بالأرجل الواسعة والخصر المنخفض أو حتى المرتفع من أبرز صيحات الموضة، تُضاف إليه قطع أخرى مصنوعة من الدنيم مثل التنانير الطويلة أو القمصان الكاجوال المستوحاة من ملابس رعاة البقر، كما قدمتها علامات ذات شعبية واسعة اليوم مثل Zimmermann.
الفستان الأسود القصير: ربما من النادر أن نجد سيدة لا تحب الفستان الأسود القصير ولا تعتبره من القطع المفضلة لديها. إنه على الأرجح الخيار الأكثر أماناً الذي تلجأ إليه غالبية السيدات عندما يشعرنَ بالحيرة حيال إطلالاتهن. فبعد شيوع موضة الفساتين الطويلة والفساتين الكثيرة الألوان، عادت موضة الفستان الأسود القصير لتتصدر من جديد صيحات الأناقة وتظهر في عروض الكثير من علامات الموضة الرئيسية، من Carolina Herrera إلى Versace وغيرهما. وميزة هذا الفستان أنه يليق بكل المناسبات، من اجتماعات العمل إلى حفلات الكوكتيل، ومن حفل شاي ما بعد الظهيرة إلى السهرات الصاخبة برفقة الأصدقاء.
كلمات مفتاحيّة:
فساتين،
فساتين ناعمة،
عملت في مجال الصحافة والكتابة منذ سن الـ16، خرّيجة كلية الإعلام والتوثيق في بيروت، أقيم في دبي منذ 14 عاماً، حيث أعمل اليوم كمحررة ومديرة لموقع gheir.com، أشرف على المحتوى وأهتمّ بإدارة العلاقات مع العلامات الكبيرة في مجال الموضة والمجوهرات والجمال والفنون الجميلة على أنواعها. أقوم أيضاً بمقابلات حصرية فيما يتعلق بإصدارات دور الأزياء والمجوهرات، وتنفيذ جلسات تصوير وفيديوهات خاصة بالموقع.