تاريخياً، ارتبطت العباية بالمنطقة العربية لأنها كانت الرداء المثالي الذي يغطي جسد المرأة ويجنبها في الوقت نفسه الشعور بالكثير من الحر ولاسيما في البلدان الصحراوية. إذ تُعرف العباية بقصاتها الواسعة وخاماتها الطبيعية الناعمة التي تسمح بدخول الهواء ليلامس الجسم، حتى أن الرجال في شبه الجزيرة العربية قديماً، اعتادوا ارتداء الكندورة والتي كانت مختلفةً بعض الشيء عن الكندورة المعروفة في يومنا هذا. ولهذا، لطالما اعتُبرت العباية بمثابة الزي التقليدي لمنطقة الخليج العربي والشرق الأوسط، وإن كانت تفاصيلها تختلف بعض الشيء من بلد إلى آخر.
قطعة من التراث
في الخليج راجت العبايات السوداء، أما في بلاد الشام، فكانت
العبايات ملونة ومطرزة. ولكن هذه الأزياء التقليدية دخلت عليها الكثير من التعديلات والتحديثات، فباتت السيدة الخليجية ترتدي أيضاً العبايات الملونة والفساتين الطويلة التي يعلوها البشت الملونة الطويلة والمفتوح، أو العبايات المستوحاة من قصة القميص أو المعطف الشتوي الطويل أو تلك التي تشبه الكاب الملكي الطويل.
الثابت أن العباية الخليجية والعربية تطورت مع التطورات الكبيرة التي دخلت إلى منطقتنا العربية والتي باتت منفتحة بشكل كبير على صيحات الموضة العالمية.
ولأن السيدة العربية محبِة للموضة وللشياكة الراقية، وهي تسعى دائماً لمجاراة كل جديد في هذا المجال، كان من الطبيعي أن يجد مصممو الأزياء المحليون الحل، في الجمع ما بين تصميم
العباية المحلية والصيحات العالمية. وهذه المقابلة في الجمع بين العالمين طالت القصات، الخامات، الألوان والأكسسوارات التي تُضاف إلى العباية.
قطعة تحبها النساء من مختلف الجنسيات
ومن هنا نرى اليوم أن العباية العربية باتت تستهوي النساء من مختلف الجنسيات، ويكفي أن تقضي بضعة أيام في أحد الدول الخليجية خلال شهر رمضان، حتى تتأكدي بنفسك من أن النساء من جنسيات غربية مختلفة، بتنَ يُقبلنَ على ارتداء العبايات الملونة، تعبيراً عن احترامهن للثقافة المحلية وإعجابهنّ بأناقة المرأة العربية.
اليوم ستجدين أن غالبية علامات الموضة المحلية تقدّم العبايات والقفاطين الملونة والتي يمكن ارتدؤها أيضاً مع الملابس العصرية مثل الجينز والتي شيرت البيضاء، أو فوق الفستان الطويل عاري الكتفين.
نجمات عالميات بالقفطان
مع الوقت، أخذنا نرى العديد من مشاهير العالم بالقفطان أو العباية الملونة، من الملكات والأميرات إلى نجمات السينما والغناء، مثل ريهانا وكيم كارداشيان وجنيفر لوبيز، فضلاً عن الدوقة كيت ميدلتون ومكسيمت ملكة هولندا التي تعشق القفطان المستوحى من الكاب الملكي، طبعاً إلى جانب شخصيات ملكية عربية مثل الملكة رانيا الحريصة دائماً على ارتداء العباية الأردنية المطرزة في الكثير من المناسبات المحلية. وهذا ما يساهم في إبقاء هذا الزي حياً ومتجدداً على الدوام.
كلمات مفتاحيّة:
عبايات خليجية،
عبايات ،
عملت في مجال الصحافة والكتابة منذ سن الـ16، خرّيجة كلية الإعلام والتوثيق في بيروت، أقيم في دبي منذ 14 عاماً، حيث أعمل اليوم كمحررة ومديرة لموقع gheir.com، أشرف على المحتوى وأهتمّ بإدارة العلاقات مع العلامات الكبيرة في مجال الموضة والمجوهرات والجمال والفنون الجميلة على أنواعها. أقوم أيضاً بمقابلات حصرية فيما يتعلق بإصدارات دور الأزياء والمجوهرات، وتنفيذ جلسات تصوير وفيديوهات خاصة بالموقع.