في قلب دبي، حيث تلتقي الثقافات وتتقاطع الرؤى الجمالية، وُلدت علامة House of Klara كمحترف راقٍ للمجوهرات الفاخرة، يحمل بين تفاصيله روح المتوسط وقيم الفخامة المعاصرة. تأسست العلامة على يد الثنائي كلارا ومايكل، وهما زوجان جمعتهما جذور لبنانية وقبرصية، ورؤية مشتركة لابتكار مجوهرات تروي القصص وتُصاغ بشغف وضمير.
تعكس House of Klara فلسفة ترتكز على الجمال الهادئ والمستدام، عبر تصاميم مصنوعة من ذهب مُعاد تدويره عيار 18 قيراط وأحجار كريمة مستخرجة بطريقة أخلاقية. لا تسعى هذه العلامة فقط إلى تقديم قطع فريدة تليق بالمناسبات الخاصة، بل تسعى لخلق روابط إنسانية وعاطفية تدوم، من خلال مجوهرات تحمل بصمة شخصية وتتجاوز مفهوم الزينة إلى رواية حقيقية للهوية والذكرى.
في هذا الحوار، نغوص مع كلارا، المؤسِّسة والمديرة الإبداعية، في عالم House of Klara، لنتعرّف أكثر إلى البدايات، القصص، والمبادئ التي شكّلت هذه العلامة، وكيف استطاعت أن تمزج ببراعة بين الحِرف التقليدية والروح المعاصرة، وبين التراث المتوسطي والفخامة الأخلاقية.
ما الذي ألهمك أنتِ ومايكل لتأسيس علامة House of Klara، وكيف ساهمت أصولكما المتوسطية في تشكيل رؤية العلامة وتصاميمها؟
وُلدت علامة House of Klara من تجربة شخصية بدأت عام 2019، عندما كنت أبحث عن خاتم خطوبة يعكس ذوقي وشخصيتي. خلال رحلة البحث، لاحظت أن السوق مزدحم بالتصاميم النمطية والخدمات غير الشخصية، وهو ما كشف لي فجوة واضحة: الحاجة إلى مجوهرات راقية تعبّر عن التفرّد وتحمل قصصاً شخصية. استلهمنا أنا ومايكل رؤيتنا من جذورنا المتوسطية – اللبنانية والقبرصية – فحلمنا بعلامة تعكس تاريخ المنطقة الغني وثقافتها النابضة بالحياة. ولذا تجدين أن قطع مثل عقد "Soteria" بتصميم عين الحسد، أو طوق "Aphrodite"، تجسد هذا المزيج بين الرموز التقليدية والجماليات المعاصرة. نحرص على أن تكون مجوهراتنا أكثر من مجرد زينة، بل رواية بصيغة فنية لرحلات شخصية وحب مشترك لجمال أوطاننا.
تلعب الطبيعة وعناصرها في لبنان وقبرص دوراً أساسياً في تصاميمكم. ما هي الذكريات أو المناظر الطبيعية التي تُلهمكم أكثر؟
لا يوجد ما يضاهي دفء الوطن، خصوصاً حين يكون محاطاً بجمال الطبيعة الأخّاذ. من أجمل ذكرياتنا، نزهات العائلة تحت أرز بشري الشامخ، وأيام الصيف على شواطئ البترون بمياهها الصافية، أو شاطئ "كونوس" في آيا نابا، واستكشاف معابد بعلبك التاريخية مع الأصدقاء، وصولاً إلى سحر صخرة أفروديت الأسطورية في بافوس. كل هذه اللحظات شكلت مصدر إلهام جمالي لنا. لذا تعكس تصاميمنا هذه الروح من خلال الملمس العضوي للذهب عيار 18 قيراط، المستوحى من التكوينات الصخرية الطبيعية، إلى جانب اختيار الأحجار الكريمة بألوان تعكس غنى الطبيعة المتوسطية.
تستخدمون تقنية الشمع المفقود في صناعة المجوهرات، وهي من أقدم الحِرف. ما الذي دفعكم لاعتماد هذه الطريقة التقليدية؟
في زمن يغلب فيه الإنتاج التجاري على الصناعة، شعرنا أن سحر الحِرف اليدوية بدأ يتلاشى. لذلك كان من المهم أن نعيد إحياء هذه الحرفة العريقة. تقنية "الشمع المفقود" تمنحنا القدرة على خلق قطع دقيقة، ذات روح ولمسة إنسانية لا يمكن تكرارها. كل قطعة نصنعها يدوياً على يد فريق صغير من الحرفيين المهرة، ما يضمن أنها فريدة وتحمل في طياتها لمسة فنية أصيلة. نحن نؤمن أن الفخامة الحقيقية تكمن في الإبداع والتميّز، وليس في الكمية.
الاستدامة جزء أساسي من هوية House of Klara . كيف تنعكس هذه القيم في كل جانب من جوانب عملكم؟
نلتزم التزاماً كاملاً بمبدأ الفخامة الأخلاقية والمستدامة، وهذا ينعكس في كل خطوة من مسيرتنا. تغليفنا صُمم بعناية ليكون صديقًا للبيئة، باستخدام ورق قطني وسليلوزي معتمد FSC، وصناديق خشبية مغلّفة بجلد نباتي فاخر. نستخدم الذهب المعاد تدويره عيار 18 قيراط، ونتبع نموذج الإنتاج حسب الطلب، مما يقلل من الهدر ويضمن مسؤولية الإنتاج. وحتى في اختيار الأحجار الكريمة، نحرص على التعاون فقط مع موردين يلتزمون بأساليب تعدين أخلاقية ومستدامة. صحيح أن هذه الخيارات قد تكون أكثر تكلفة، لكنها بالنسبة لنا ضرورة لبناء علامة ذات معنى وقيمة دائمة.
أنتم تستخدمون ذهباً معاد تدويره وأحجاراً كريمة مُستخرجة بشكل أخلاقي. كيف تتعاملون مع تحديات تأمين هذه المواد؟
المواد التي نستخدمها ليست فقط مكونات، بل تمثل فلسفتنا. لذلك، نبني علاقات طويلة الأمد مع موردين نثق بهم، أغلبهم من شركات عائلية صغيرة تلتزم بالممارسات الأخلاقية وتدعم المجتمعات المحلية. استغرقنا سنوات من البحث لنصل إلى سلسلة توريد شفافة، تضمن أن كل حجر نختاره وكل غرام من الذهب يعكس التزامنا تجاه الكوكب والإنسان. التحديات حاضرة، لكنها لا تقارن بأهمية بناء منتج يعكس القيم قبل الشكل.
أنتم معروفون بابتكار قطع فريدة وتصميم مجوهرات مخصصة للزفاف. كيف تعكس هذه القطع طابع العميل الفردي؟
كل قطعة نصممها هي انعكاس لسيدة فريدة بشخصيتها. في التصاميم الفريدة، نستخدم أحجار نادرة لا يمكن إيجاد مثيلات لها، مثل الأوبال الأسترالي، ما يضمن التفرد لكل قطعة. أما عملية التصميم حسب الطلب، فهي رحلة شخصية نعيشها مع كل عميل. نستمع لقصصهم ونحوّل رؤيتهم إلى قطعة فنية ملموسة. حتى مرحلة الشمع نصنعها يدوياً، لنمنحهم فرصة رؤية التصميم قبل صبّه. ونحب أن نمنح المجوهرات القديمة حياة جديدة، مؤخراً، حوّلنا خاتم خطوبة قديم إلى تصميم "toi et moi"، يرمز إلى الرابط بين أم وابنتها من خلال حجري ميلادهما. القصة أولًا، والمجوهرات وسيلتها للتعبير.
من هو عميل House of Klara المثالي؟ وكيف تلبون تطلعاته في تصاميمكم؟
عميلنا المثالي هو الشخص الذي يقدّر الحرفة الحقيقية ويفهم معنى الفخامة المستدامة. يبحث عن القطع التي تحمل رسالة، وتعبّر عن شخصيته وقيمه. هو شخص يؤمن أن الجمال الحقيقي يكمن في التفاصيل وفي القصة وراء كل قطعة. مجموعاتنا مصممة لمن يهوى اقتناء قطع راقية وخالدة، تستمر وتُتناقل عبر الأجيال، وتحمل معها الذكريات والروح.
تمزجون في تصاميمكم بين الفن التقليدي والجاذبية المعاصرة. كيف تحققون هذا التوازن؟
نحن نؤمن أن التقاليد لا تتعارض مع الحداثة، بل تُكملها. من خلال الدمج بين الحرف التقليدية والمظهر العصري، نحافظ على جذورنا المتوسطية في التصميم ونمنحها لمسة عضوية مميزة. كل قطعة نحاول أن تكون احتفاءً بالماضي، ولكن بصيغة تواكب ذوق اليوم. هذا التوازن هو ما يمنح مجوهراتنا طابعها الخاص.
ماذا تعني لكِ المجوهرات على المستوى الشخصي؟ وما الرسالة التي تأملين أن تنقلها قطع House of Klara لمن يرتديها؟
المجوهرات كانت دائماً جزءًا من طفولتي وذكرياتي. كنت أفتن بمجوهرات والدتي، خصوصاً قطعها الذهبية الكبيرة وأحجارها الزاهية من الثمانينات والتسعينات. وكنت أتسلل إلى غرفتها لأجربها وأعيش لحظاتي الصغيرة من السحر. كما أن زياراتنا الصيفية لأسواق البترون وجبيل غذّت هذا الشغف وأعطتني تقديراً عميقاً للصياغة اليدوية وقصص القطع. لا زلت أحتفظ بمجوهرات اقتنيتها من الحرفيين المحليين، وهي تحمل لي ذكريات لا تقدر بثمن. نأمل أن تصبح House of Klara تجربة مماثلة لكل من يقتني منّا قطعة. نريد لمجوهراتنا أن تصبح تذكارًا خالدًا، ينتقل بين الأجيال ويحمل معه قصص الحب، الذكريات، واللحظات الثمينة.
عملت في مجال الصحافة والكتابة منذ سن الـ16، خرّيجة كلية الإعلام والتوثيق في بيروت، أقيم في دبي منذ 14 عاماً، حيث أعمل اليوم كمحررة ومديرة لموقع gheir.com، أشرف على المحتوى وأهتمّ بإدارة العلاقات مع العلامات الكبيرة في مجال الموضة والمجوهرات والجمال والفنون الجميلة على أنواعها. أقوم أيضاً بمقابلات حصرية فيما يتعلق بإصدارات دور الأزياء والمجوهرات، وتنفيذ جلسات تصوير وفيديوهات خاصة بالموقع.