بهذه المناسبة، أجرينا حواراً سريعاً مع أسرار دمدم التي تقود بحثاً علمياً يتعلق بتطوير منصة خاصة قائمة على مادة السيليكون تتوافق مع شكل قلب الإنسان من أجل استخدامها في الأجهزة المساعدة للقلب داخل الجسم الحي:
ما الذي دفعكِ إلى اختيار إجراء الأبحاث العلمية في هذا المجال بالتحديد؟
حالياً، يوجد اهتمام كبير بتطوير تقنيات وأجهزة حيوية ذكية لغرض تعزيز وظائف الأعضاء الحيوية أو استبدالها في حال فشلها. تطوير التقنيات المساعدة للقلب هو مجال مثير للاهتمام، مليء بالصعوبات والتحديات، هذا ما جذبني نحو البحث في هذا المجال بالإضافة إلى شغفي الكبير بتطوير الأجهزة الالكترونية الدقيقة.
حدّثينا عن أبحاثك وما هي الفوائد المرجوة منها.
رقائق السيليكون هي المادة الأساسية الأكثر استخداماً في أكثر من 90% من الأجهزة الإلكترونية اليوم. ومن أهم خصائص رقائق السيليكون هو قابليتها للكسر بحكم طبيعتها الزجاجية، ما يحد من تطوير العديد من التقنيات الحيوية والتكنولوجية التي تتطلب ثني رقائق السيليكون، تمديدها أو إعادة تشكيلها لتتماشى مع طبيعة الأعضاء البشرية المرنة والقابلة للتمدد..
يتناول بحثي مفهوماً حديثاً للإلكترونيات المستقبلية، وهو قدرة المنصات الإلكترونية القائمة على السيليكون على التمدد واتخاذ أشكال هندسية مختلفة. تسمح ميزة إعادة تشكيل رقائق السيليكون هذه بإمكانية تكيّف وامتثال الأجهزة الإلكترونية مع إنحناءات وحركات جسم الإنسان المعقّدة من دون حدوث أي خلل في خصائصها الكهربائية، وهي خاصية ضرورية للتقدم العلمي في مجال الإلكترونيات القابلة للارتداء والأجهزة الطبية الحيوية القابلة للزرع.
مَن هم الأشخاص الذين سيستفيدون من أبحاثك في المستقبل؟ وكيف ستسهم أبحاثك في تحسين حياة الناس؟
استُلهم بحثي من الأجهزة المساعدة للقلب، حيث إن هدف البحث هو تطوير منصة إلكترونية قائمة على السيليكون تتوافق مع شكل قلب الإنسان من أجل استخدامها في الأجهزة المساعدة للقلب داخل الجسم الحي. نحن أول فريق بحثي يصمم ويصنع منصة إلكترونية قابلة لإعادة التشكيل على شكل خلية نحل بأضلاع متموجة لتُستخدم كركيزة للأجهزة المساعدة للقلب، حيث إن شكل خلية النحل هو من أقرب التصاميم الهندسية الموجودة في الطبيعة لشكل قلب الإنسان، ما أسهم في تماثل منصات السيليكون مع تقنيات القلب ويقلل من احتمالية كسر هذه المنصات نتيجة لتمدد عضلة القلب خلال عملية النبض.
كيف تنظرين إلى مبادرة لوريال بالتعاون مع اليونيسكو L’Oréal-UNESCO For Women in Science Middle East Regional Young Talents Program؟
مبادرة رائعة تسهم كثيراً في دعم الباحثات على الصعيدين المادي والمعنوي.
وكيف تسهم هذه المبادرة في تعزيز قوة وحضور المرأة العربية في مجال العلوم والأبحاث؟
تسليط الضوء على الإنجازات البحثية للباحثات العربيات يسهم في تعزيز قوة وحضور المرأة العربية في مجال العلوم والأبحاث، ويسهم أيضاً في اتاحة العديد من الفرص البحثية ومجالات التعاون مع العديد من الجامعات والمراكز البحثية محلياً وعالمياً.
كسيدة سعودية، هل واجهتِ أي تحديات خلال عملك كباحثة في مجال علمي بحت؟
لا بل على العكس، يوجد دعم كبير لتمكين للمرأة السعودية في كافة المجالات العملية سواء البحثية أو غير البحثية.
ما الذي تحلمين بتحقيقه في المستقبل؟
أرغب بربط النتائج البحثية والاكتشافات العلمية بالمستخدمين، هناك عدد مهول من الاكتشافات العلمية والابتكارات التقنية التي تُطوّر من قبل باحثين ولكن لم ترَ النور إلى الآن، حيث لم تُطبّق على أرض الواقع بسبب الفجوة الكبيرة بين عالمي الأبحاث والأعمال.
عملت في مجال الصحافة والكتابة منذ سن الـ16، خرّيجة كلية الإعلام والتوثيق في بيروت، أقيم في دبي منذ 14 عاماً، حيث أعمل اليوم كمحررة ومديرة لموقع gheir.com، أشرف على المحتوى وأهتمّ بإدارة العلاقات مع العلامات الكبيرة في مجال الموضة والمجوهرات والجمال والفنون الجميلة على أنواعها. أقوم أيضاً بمقابلات حصرية فيما يتعلق بإصدارات دور الأزياء والمجوهرات، وتنفيذ جلسات تصوير وفيديوهات خاصة بالموقع.