في حالات التحول الجنسي المعروفة، عادة ما نرى أشخاصاً في مقتبل العمر قرروا اتخاذ هذه الخطوة و التعوّد على التعايش معها، محاولين إقناع المجتمع و الجميع من حولهم بأنهم اتخذوا قراراً صائباً، بعدما أخفقوا في تقبّل أنفسهم كما وُلدوا...
لكن هذه ليست حال
بروس جينر، الزوج السابق لكريس جينر و والد كيندل و كايلي، الأختين الأصغر للأخوات كارداشيان..
فبروس اتخذ القرار بعدما بلغ الـ65 من العمر، أي بعدما عاش كرجل لأكثر من ستة عقود، و بعدما أنجب أيضاً العديد من الأبناء خلال زواجه
بكريس جينر.
فماذا حصل تحديداً، و كيف وصلت به الحال إلى هذه النتيجة؟
بروس يتحوّل إلى كايتلن و يتصدر غلاف Vanity Fair..
لطالما كان بروس تحت الأضواء، إذ بدأ يحقق الشهرة بعد فوزه في العديد من البطولات الرياضية الأولمبية، و مشاركته في العديد من الإعلانات التلفزيونية الخاصة بمنتجات عالمية..
ارتبط بروس بكريس بعد وقت قليل من طلاقها من زوجها الأسبق، والد الأخوات كارداشيان، و معاً أنجبا العديد من الأولاد، من بينهم كيندل و كايلي اللتان حققتا شهرة كبيرة جداً من خلال برنامج تلفزيون الواقع Keeping Up With The Kardashians.. هذا البرنامج الذي قلب حياة العائلة رأساً على عقب، و جعل منها أشهر الأسر في العالم، جاعلاً من كل عضو فيها، بمثابة نجم شهير، ليس لأنه يتمتع بمواهب متميزة، بل فقط لأنه سمح للعالم بأن يتابع تفاصيل حياته اليومية من دون اعتراض..
البرنامج أكسب العائلة أيضاً أموالاً طائلة، و ربما هي لعنة المال التي أصابت الثنائي كريس - بروس، حيث قرّر الأخير الانفصال عن زوجته، بعدما اعترف لها بأنه يرغب في أن يتحوّل إلى امرأة.
قبل هذا الاعتراف، كان كريس قد بدأ يخضع للعديد من علاجات البشرة و الجراحات التجميلية، حتى بدا فعلياً كأنه ينافس النساء في هذا المجال.. ثم جاء اعترافه ذات يوم بأنه حاول مراراً أن يرتدي الفساتين الخاصة
بكيم كارداشيان من دون أن يكون للأخيرة أيّ علم بذلك، ليوضح للجميع الاتجاه الذي يحاول بروس أن يسلكه..
بعدما تحقق الانفصال كلياً، أكد بروس لأفراد أسرته أنه سيمضي قدماً في تغيير جنسه ليتحوّل إلى امرأة، و لم يعارض أحد تلك الفكرة، حتى إن ابنته كيندل أكدت أنها تدعمه تماماً و أنها تريده أن يكون سعيداً.
و في حوار تلفزيوني له مع الإعلامية الأميركية
ديان سوير، اعترف جينر قائلاً: "نعم.. أنا امرأة، بكل ما تحمله الكلمة من معنى"، وأوضح أنه أصابته الحيرة من قبل بشأن هويته الجنسية، و أنه حاول تفسير ذلك الشعور و اعتقد بأن الله منحه روح الأنثى، و أضاف: "الناس ينظرون إليّ بطريقة مختلفة و يرونني كرجل مفتول العضلات، لكن قلبي و روحي و كل ما أفعله في الحياة هو جزء مني و هذا الجانب الأنثوي هو جزء منّي و هو ما أنا عليه بالفعل".
و أشار نجم برنامج تليفزيون الواقع Keeping Up With The Kardashians إلى أنه ظل طوال حياته يهرب مما كان عليه، ووصف نفسه في السابق قائلاً: "بروس يكذب دائماً، لقد عاش كذبة بشأن هويته استمرّت طوال حياته، و أنا لا أستطيع أن أفعل ذلك بعد الآن".
و خلال اللقاء اعترف جينر بأنه حرص على إخبار النساء الثلاث اللاتي تزوجهن من قبل بحقيقة شعوره تجاه هويته، خلال فترة زواجه بكل منهن.
و قبل يومين، ودّع بروس جينر نهائياً حياته كرجل و ظهر على غلاف مجلة Vanity Fair للمرة الأولى كامرأة في عددها الصادر عن شهر يوليو المقبل، فيما قام بجلسة تصوير مذهلة مع المصورة الفوتوغرافية Annie Leibovitz و أجرى مقابلة صرّح فيها بمشاعره. و أعاد نجم تلفزيون الواقع تسمية نفسه مجدّداً بعد أن تحوّل إلى امرأة، و طالب الجميع بمناداته باسم "كايتلن جينر"، و هو يستخدم الآن الضمائر النسائية في حديثه، الأمر الذي يُعد شيئاً جديداً عليه أثناء المرحلة الانتقالية التي يمرّ بها، علماً بأنه بدا على الغلاف كامرأة جميلة، فيما ارتدى "كورسيه" كريمي اللون. و صرّحت كايتلن جينر في المقابلة التي أجرتها مع المجلة قائلة: "إذا كنت سأكذب و أنا على فراش الموت أو اقتربت منه مع احتفاظي بهذا السر بشأن تحولي، كنت سأصبح شخصاً كاذباً، و هذا الشيء أراه مدمّراً و كارثة". وأكدت أنها تشعر بداخلها بأنها حقاً امرأة، قائلة: "لم أرتدِ يوماً ملابس امرأة و قد قضيت حياتي بأكملها و أنا أرتدي ملابس رجل."
إذاً، مع تحوله إلى امرأة، استطاع بروس أن يجد نفسه، أن يكون صادقاً مع نفسه و مجتمعه. و بعد هذا التحول، من غير المعروف ما هي التطورات التي ستطرأ على حياة كايتلن أو أسرة كريس التي تردّد أنها تتجه لتغيير اسمها و التخلي عن اسم عائلة جينر بهدف العودة إلى اسم عائلتها الأساسي.. لكن ما هو معروف و مؤكد حتماً، أن هذا التحول أكسب برنامج Keeping Up With The Kardashians المزيد من المتابعين و المشاهدين، و أصبح إنجاز مواسم جديدة منه بمثابة أمر محتم، كما حصلت كايتلن على أموال طائلة نتيجة ظهورها في العديد من وسائل الإعلام التي تهافتت على نشر صورها و إجراء مقابلات حصرية معها..