توجهت أظار العالم أمس إلى الأردن، الذي زفّ ولي العهد الأمير الحُسين ورجوة آل سيف في عرس ضخم حضره حوالي 140 ضيفاً بمَن فيهم أفراد من الأسرة الهاشمية، وأفراد من عائلات مالكة من الدول المختلفة إلى جانب زعماء ورؤساء دول وأفراد أسرة الآنسة رجوة.
بدأ الحفل بوصول جلالة الملك عبدالله مع جلالة الملكة رانيا إذ بدآ باستقبال الضيوف رفيعي المستوى، بمرافقة معزوفات موسيقى القوات الأردنية المسلحة، قبل وصول ولي العهد الامير الحُسين بن عبدالله الثاني. بعدها انضمّ الملك والملكة مع ولي العهد إلى الضيوف في شرفة حديقة قصر زهران، حيث عُقد القران، وفي هذه الأثناء، وصلت الآنسة رجوة يرافقها الأمير هاشم والأميرة سلمى إلى القصر، حيث خطفت الأضواء بإطلالتها الراقية التي حازت على إعجاب الجميع.
تفاصيل إطلالتي العروسين الملكيين
اختار سمو ولي العهد الأمير الحسين بذلة مستوحاة من تصميم البذلة التي ارتداها جلالة الملك عبدالله الثاني في حفل زفافه. وقد صُممت أكمام البذلة بشكل يشبه البذلة الأصلية التي ارتداها الملك عبدالله الثاني والملك عبدالله الأول.
اما رجوة التي ستحمل بدءاً من اليوم لقب الأميرة، فقد اختارت فستاناً طويلاً من إيلي صعب، تميز بقصته الهندسية عند أحد الكتفين، وبتنورة علوية واسعة مع ذيل طويل، وزيّنت رأسها بتاج من الألماس، مع طرحة طويلة للغاية. وكان اللافت أيضاً أنها ارتدت حذاءً مسطح الكعب، مما دفع الكثيرين إلى التساؤل عن السبب.
وقد حرصت الأميرتان سلمى وإيمان على مرافقة العروس، فكانتا تهتمان بترتيب ذيل فستانها وطرحتها طوال الوقت، مما جعل الكثيرون يُطرون عليهما وعلى اهتمامهما الكبير بزوجة أخيهما وملكة الأردن المستقبلية.
مشاهدات من الحفل الكبير
وصلت رجوة إلى قصر زهران على متن سيارة رولز رويس فانتو V، موديل العام 1968، صُنعت لجلالة الملكة الراحلة زين الشرف، وتمّ استخدامها مؤخراً من قِبل الملك عبدالله والملكة رانيا خلال حفل عيد الاستقلال وخلال الزيارة الأخيرة للملك تشارلز الأردن.
وبعد إتمام مراسم القران، توجه الأمير الحُسين مع زوجته الشابة إلى قصر الحسينية على متن سيارة رينج روفر موديل 1984 هي ذات السيارة التي تم تخصيصها للراحلة الملكة إليزابيث خلال زيارتها إلى الأردن في ذلك الوقت. وصُنعت السيارة من قبل شركة صناعة السيارات البريطانية "وود آند بيكيت"، وقد واستخدم الملك الحسين الراحل والملكة إليزابيث السيارة حينها في زيارة للبتراء ومواقع أخرى في جنوب الأردن. وقد أدخلت السيارة إلى متحف السيارات الملكي في عام 2003، وبقيت في المتحف حتى أُعيد تشغيلها لاستخدامها في حفل زفاف ولي العهد الأمير الحُسين.
يُذكر أن العروسين توجها إلى قصر الحسينية يرافقهما الموكب الأحمر، الذي يُسيّر في المناسبات والفعاليات ذات الأهمية. ففي عهد الملك الراحل عبدالله الأول كانت تثستعمل الخيول البيضاء في هذه المواكب، وقد استمرّ هذا الحال إلى أن بدأ استخدام السيارات.
ومع وصول الموكب الأحمر إلى قصر الحسينية، كان في استقباله مجموعة أخرى من الخيالة، حرس الشرف، المشاة الصامتة، موسيقى القوات المسلحة وحرس الشرف الشركسي. وهناك تمّ الإعلان عن وصول العروسين في زفة ملكية، وهي عبارة عن موكب موسيقي مفعم بالحيوية يضم الطبول والقربة والغناء والتصفيق، وقد تم اصطحاب العروسين إلى ساحة الاستقبال في الهواء الطلق، ترافقهما زفة عسكرية مروراً بقوس السيوف.
تصميم مساحة الاستقبال
تمّ تصميم مساحة الاستقبال في قصر الحسينية لإظهار العمق والتنوع في التقاليد والحرف والطبيعة المحلية وجغرافية الأردن.
وكانت الأرض مزينة بنباتات تستحضر جمال الصحراء والطبيعة الأردنية، ومفروشة ببساط منسوج يدوياً بطول 20 متراً تمّ صنعه خصيصاً لهذه المناسبة، من قبل مشروع نساء بني حميدة للنسيج في قرية مكاور في مادبا، والذي تأسس في ثمانينات القرن الماضي لتشجيع حرف النسيج والحفاظ عليها، كجزء لا يتجزأ من الإرث الأردني والبدوي الذي توارثته أجيال من النساء.
وتمّ الترحيب بالضيوف وهم في طريقهم إلى ساحة الاستقبال، بتقديم القهوة العربية التقليدية على أصوات موسيقى الناي والعود.
وبمجرد دخول منطقة الاستقبال بأرضيتها المزخرفة بأشكال مشتركة للسدو الأردني والسعودي، استقبل الضيوف مشهد من أشجار الزيتون المحلية المحاطة بعرض يشبه الكثبان الرملية من التمور، والتي تمثّل الضيافة في الثقافتين الأردنية والسعودية. كما علا المكان خمسة أقواس شبكية كبيرة مستوحاة من الهندسة المعمارية الإسلامية لقصر الحسينية والألوان الطبيعية الصحراوية الشهيرة من وادي رم في الأردن.
كما تمّ تزيين مقاعد الضيوف بأشكال من التطريز التقليدي المُحاك يدوياً، في حين تمّ تصنيع الطاولات في منطقة الاستقبال من حجر مادا الطبيعي، وزُينت بمزهريات زجاجية منفوخة يدوياً وأواني فخارية تقليدية مصنوعة من قِبل الحرفيين المحليين. وباستخدام الزهور الموسمية المحلية، تمّ تزيين داخل القصر بالياسمين بطريقة مستوحاة من المشهد المألوف لأشجار الياسمين التي تتدلى أمام بوابات المنازل في عمان.
عملت في مجال الصحافة والكتابة منذ سن الـ16، خرّيجة كلية الإعلام والتوثيق في بيروت، أقيم في دبي منذ 14 عاماً، حيث أعمل اليوم كمحررة ومديرة لموقع gheir.com، أشرف على المحتوى وأهتمّ بإدارة العلاقات مع العلامات الكبيرة في مجال الموضة والمجوهرات والجمال والفنون الجميلة على أنواعها. أقوم أيضاً بمقابلات حصرية فيما يتعلق بإصدارات دور الأزياء والمجوهرات، وتنفيذ جلسات تصوير وفيديوهات خاصة بالموقع.