د. نورة أدم محمد: نسهم في تحسين ظروف الإناث في مجال البحث العلمي | Gheir

د. نورة أدم محمد: نسهم في تحسين ظروف الإناث في مجال البحث العلمي

مشاهير  May 02, 2022     
د. نورة أدم محمد: نسهم في تحسين ظروف الإناث في مجال البحث العلمي
يواصل برنامج الشرق الأوسط الإقليمي للباحثات الصاعدات لوريال-اليونسكو من أجل المرأة في العلم احتفائه بمجموعة من السيدات العربيات الملهمات، اللواتي يُعددن نموذجاً تحتذي به النساء في محيطهن، وهنّ في غالبيتهن سيدات يعملنَ في مجالات بحثية غير تقليدية تهدف إلى إيجاد حلول للكثير من المشكلات المرضية والصحية التي تعاني منها البشرية. وتُعد الدكتورة نورة أدم محمد من قطر، إحدى أبرز المكرمات لهذا العام، التي تنشط في مجال تطوير أدوات علاجية غير تقليدية ومبتكرة للوقاية من الإصابة بداء السكري وأمراض القلب والأوعية الدموية. معها كانت المقابلة التالية:

أوجزي لنا نتائج بحثك وكيف تسهمين من خلاله في إحداث فرق كبير في حياة المجتمعات؟

يُعد مرض السكري من أكثر الاضطرابات الأيضية المزمنة شيوعاً في قطر ومنطقة الخليج العربي والعالم، وتُعد مضاعفات القلب والأوعية الدموية أكثر المضاعفات شيوعاً في داء السكري والمسهم الرئيس في الإصابة بالأمراض. وقد أظهرت الدراسات أن التشوهات الأيضية الخارجة عن السيطرة والمتواصلة نتيجة مرض السكري تتسبب بالعديد من الإضرار في الأوعية الدموية الكبيرة والصغيرة ويمكن أن تؤدي هذه التشوهات إلى العديد من أمراض القلب والأوعية الدموية. ويظهر هذا الأمر أهمية تطوير أدوات علاجية غير تقليدية ومن هذا المنطلق، فإن أبحاثي تركّز على تطوير تركيبات نانوية واستخدامها كناقلات للأدوية، بالإضافة لنقل ادوية السكري تمتلك هذه الناقلات خصائص تمكنها من تقليل مضاعفات القلب والأوعية الدموية. ولدراسة هذه التركيبات فاني أقوم بعزل الخلايا الجذعية لاستخلاص الخلايا الاولية من دم المرضى، وابتكار نماذج مرضية معملية بنحو أفضل لدراسة الآثار المختلفة لاستجابة الأدوية النانوية على مختلف الأشخاص والمساعدة في تقريب هذه النماذج الأولية من مرحلة التجربة السريرية. إن مجال بحثي واعد يجذب الاهتمام الوطني والدولي، خاصة وأن العالم يتجه نحو تطوير الأدوية المستهدفة والطب الشخصي وتقنيات الخلايا الجذعية.

يسيطر الرجال عادةً على المجال العلمي، فكيف تقيّمين نجاحك من هذا المنطلق؟

من المعروف أنه عندما يتم تمكين النساء في المجال العلمي بالأدوات المطلوبة يكون بإمكانهن أن يؤدين دوراً محورياً في المجال العلمي من أجل ضمان تقدم المجال. لكن الأمر ليس بهذه السهولة لأنهن غالباً ما يواجهنَ العديد من التحديات الداخلية والخارجية بالإضافة الي رغبة المرأة الخليجية في المحافظة علي هويتها العريقة. لحسن الحظ أن تطور المجال البحثي كان مصحوباً بتحسن ملحوظ في مكانة المرأة، حيث إن باحثات اليوم محاطات بنماذج علمية قوية، منهن تعلمنا استراتيجيات مواجهة التحديات المختلفة من أجل الحصول على حياة مهنية ناجحة في المجال العلمي.
وبفضل ذلك، حققت المرأة الخليجية نجاحات ومكاسب ملحوظة في مختلف المجالات ومن ضمنها مجال البحث العلمي. هذه المكاسب مكّنتها من إحراز تقدم ملحوظ في مكانة المرأة في العالم العربي ككل، وان تشارك كشريك فعال في ترسيخ وبناء مجال البحث العلمي. بالتأكيد فان مشاركة المرأة الفعالة أسهمت في تعزيز دورها في تطوير المجتمع، الأمر الذي تم بفضل الدعم والتأييد المستمر من قبل حكوماتنا.

ماذا تعني لك هذه الجائزة؟ وما هي الأهداف التي تضعين نصب عينيك لتحقيقها؟

لطالما رغبت في أن أصبح عالمة تسهم في بناء وتطوير مجال الأبحاث. كذلك أردت أن أضرب مثالاً لزميلاتي وطالباتي وأن أشجع المزيد من النساء على الانضمام إلى مجتمع البحث العلمي. هذه الجائزة ستساعدني على فعل ذلك وعلى تمثيل النساء الباحثات في قطر والخليج والشرق الأوسط جيداً، كما ستساعدني في أن أكون قدوة للآخرين، وستمكنني من بناء علاقات تعاون مع العلماء الرائدين على مستوى العالم في مجال طب النانو في كل من أمراض القلب والأوعية الدموية والسكري. والأهم من ذلك، ستساعدني هذه الجائزة على مقابلة زميلاتي العالمات من منطقة الخليج والشرق الأوسط، وبناء العلاقات ووضع صورة رائعة لمجتمعاتنا.

كيف تسهمين من خلال بحثك وفوزك بهذه الجائزة في تمكين المرأة العربية؟

على الرغم من كل الجهود المبذولة، لا تزال النساء يمثلن نسبة صغيرة في جميع مجالات البحث العلمي من البحث الأساسي إلى مستويات صنع القرار، وبالتالي فإن هذه الجائزة ستساعدنا في إبراز هذا الجانب بنحو أفضل. من خلال مقابلة زميلاتنا العالمات من أماكن مختلفة، يمكننا مناقشة مجالات أبحاثنا والتحديات التي نواجهها، والطرق المتاحة التي يمكن أن تساعدنا في التغلب عليها ومع التغطية الإعلامية الإيجابية، يمكننا إرسال أصواتنا حتى تتحسن ظروف الإناث في مجال البحث العلمي أكثر.
بصفتنا عالمات في دول مجلس التعاون الخليجي، نحتاج إلى تذكّر التضحيات والعمل الجاد الذي قدمته الأجيال السابقة من العالمات، والآن الأمر متروك لنا لدفع العمل إلى الأمام وإيصال رسائلهن حتى تحصل عالمات المستقبل لدينا على كل ما كنّا نأمله لهن.

عملت في مجال الصحافة والكتابة منذ سن الـ16، خرّيجة كلية الإعلام والتوثيق في بيروت، أقيم في دبي منذ 14 عاماً، حيث أعمل اليوم كمحررة ومديرة لموقع gheir.com، أشرف على المحتوى وأهتمّ بإدارة العلاقات مع العلامات الكبيرة في مجال الموضة والمجوهرات والجمال والفنون الجميلة على أنواعها. أقوم أيضاً بمقابلات حصرية فيما يتعلق بإصدارات دور الأزياء والمجوهرات، وتنفيذ جلسات تصوير وفيديوهات خاصة بالموقع.

المشاهير