لم أكن أتخيّل يوماً أنني سأزور مدينة تاريخية ما وأنشغل عنها بأجواء الإقامة الأنيقة وزيارة متاجر التسوّق الفاخرة.
لكن هذا ما حصل معي تماماً في زيارتي لميلانو هذا الصيف، فبعد أن قطعت أميالاً من البندقية إلى ميلان كنت متحمسة جداً لاستكشاف تاريخها الغني لكن بمجرد وصولي إلى الحيّ الذي يقع فيه فندق إقامتي تغيّرت نظرتي وقرّرت التريّث قليلاً والاستمتاع بجمال وأسلوب حياة هذا الحيّ الراقي الذي تتوزع على جدرانه واجهات أرقى دور الأزياء.
كان عنوان إقامتي فندق الفورسيزونز ميلان الموجود في دير سابق يعود إلى القرن الـ15، حيث سرعان ما تشعرين بطاقة بنائه القديم الإيجابية.
كانت إجراءات تسجيل الدخول سلسة جداً،ومالبثت أن وجدت نفسي في جناحي الفسيح في الطابق الأرضي الذي يطل مباشرة على حديقة الفندق، حيث فوجئت بوسائل الراحة و جودة الخدمة حيث يُجهَّز ويُرتب الجناح مرتين في اليوم صباحاً ومساءً. أحببت المزيج الفريد بين التصميم الإيطالي المعاصر والتفاصيل التاريخية والذي يكمله أثاث مريح باللونين الأبيض و الأخضر الفاتح و المتناغم تماماً مع بناء و أجواء هذا الفندق المدهشة.
و بعد أخذي قسطاً من الراحة وقفت أتأمّل الحديقة من واجهة الجناح، حيث لفتني مطعم الفندق الأنيق وقرّرت أن أحجز لي ولزوجي هناك بغرض الاستمتاع بعشاء رومانسي. وفي تمام الساعة السابعة توجّهنا إلى مطعمLa Veranda حيث فوجئنا بالطاولة التي جُهزت بالشموع و الورد المنثور.و الذي ترك لدينا انطباعاً جميلاً جرّبنا لديهم سلطة الخضروات وسلطة سيزار، كما أحببت جداً لمسة الشيف المبتكرة لطبق الباستا التقليدي بالصوص الأحمر.
أما الطبق الرئيسيGrilled Piedmont Fassone Beef Sirloin Steakالذي كان عبارة عن قطعة لحم مشوية ومقدمة مع البطاطا والسبانخ أنصحك بتجربته حيث إن هذه الوجبة مصممة لشخصين وسترضي ذوقك حتماً إن كنت تأكلين من متذوقي اللحوم.
صباح اليوم التالي وبعد نوم هنيء توجهت إلى الإفطار الصباحي، وبالطبع اخترت طاولة في الحديقة لنستمتع بالجوّ الجميل . وأكثر مالفتني هو خيارات الإفطار المدروسة وكأنها صُمّمت للسيدة التي تحب الموضة و تُعنى بجمالها ونمط حياتها الصحي.
أما الطبق الرئيسي فكان بناءً على اختياري و تماماً كما طلبت حيث يقدّم بأسلوب أنيق أثار إعجابي.
وبعد الفطورانطلقنا في رحلة استكشافية لتاريخ هذه المدينة الغني وثقافتها المعاصرة، لكن مع موقع الفندق المميّز في مربّع التسوّق الأكثر حيوية في عاصمة الموضة تأجّلت مخطّطاتي وانطلقت في رحلة تسوّق بدأت من متاجر أشهر العلامات التجارية في عالم الأزياء والأكسسوارات ودور التصميم العريقة.
وبالتأكيد حرصت على أن لا أفوت زيارة كاتدرائية "دومو" التي تنتصب بجدرانها الرخامية في فخامة وإجلال، حيث تبعد مسافة 10 دقائق سيراً على الأقدام من الفندق.
في اليوم الثالث قرّرنا الاستسلام للاسترخاء والاستمتاع بمرافق الفندق فتوجّهناإلى السبا، الذي يشغل قبواً تاريخياً ويتميّز بتصميمه الرائع فكان ملاذاً مثالياً للسباحة والاسترخاء.
اخترت علاجاً طبيعياً لتقشير البشرة والذي منحني توهّجاً طبيعياً بينما اختار زوجي أحد العلاجات التدليكية و بالفعل كان من أفضل تجاربنا في المنتجعات الصحية حول العالم.
بالفعل كانت إقامتي في فندق فورسيزونز ميلانو ضرباً من الخيال و أحببت أن أشاركك تفاصيل تجربتي كي لا تتردّدي مطلقاً في اختياره وتعيشي أفخم أجواء الإقامة.
كلمات مفتاحيّة:
رحلات سياحية،