الاستماع له أهمية كبيرة قد نغفلها هذه الأيام في ظل الحياة السريعة والتطورات الاقتصادية والسلوكية وضرورة استغلال الوقت بسرعة كبيرة، دون الاهتمام بما نفقده بسبب جرينا وراء هذه السرعة.
والاستماع له تأثير كبير في مجال العلاقات الاجتماعية والعملية والدبلوماسية، فهو جزء لا يتجزأ من الحديث الفعال، ووسيلة لكسب ثقة الناس وتأييدهم الأمر الذي دعا إليه خبراء التنمية البشرية.

اداب الاستماع:
الاستماع له أداب سواء من الناحية العملية أو حتى بالعودة إلى الدين الإسلامي الذي لم يترك أي صغيرة أو كبيرة في حياة المسلم دون أن يشير إليها.
- الانصات باهتمام وتركيز، ومتابعة المتحدث وعدم مقاطعته، وهذا من قبيل الاحترام والتقدير، وكذلك هو وسيلة فعالة في كسب القلوب وترك الانطباع الجيد لدى المتكلم ويجعله يشعر بالطمأنينة خاصة لو بدا على المستمع الإنصات والرغبة في المزيد، وجاذبية الكثير من الشخصيات ترجع إلى قدرتها على الإنصات بتركيز والظهور بمظهر المهتم بما يقال، وهناك الكثير من الشخصيات الأخرى التي لا يحب الناس مجالستها ويبتعدون عنها لأن صاحبها لا ينصت لهم ويشعرون إنه لا يقدر حديثهم.
ولنا في رسول الله صلى الله عليه وسلم أسوة حسنة فهو لم يقاطع متحدثًا قط حتى الذي كان يقول له رأي مخالف لما يؤمن به.
- تجنب الغيبة والكلام القبيح، والذي حرمه الشرع، وكذلك حرم الاستماع إلى الغيبة دون أنكار ذلك على قائلها قال تعالى: ﴿ وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ ﴾ [المؤمنون: 3]، وقال تعالى: ﴿ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولًا ﴾ [الإسراء: 36]، وعن أبي الدرداء رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((مَن ردَّ عن عِرْض أخيه، ردَّ الله عن وجهه النارَ يوم القيامة)).
- الوجه الطلق والبشاشة، وهي من آداب الاستماع كذلك، والبعد عن العبوس والكآبه، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ((لا تَحقِرنَّ من المعروف شيئًا، ولو أن تلقى أخاك بوجه طَليق))، وقال صلى الله عليه وسلم: ((تبسُّمك في وجه أخيك صدقة، وأمرك بالمعروف ونهيك عن المُنكِر صدقة...)) والابتسامة تبعث على الطمأننية والارتياح وتوسع دائرة العلاقات الاجتماعية، ولها تأثير كبير وفعال في امتصاص الغضب وكسر حدة الانفعال.
- حفظ السر فقد قال الله تعالى :﴿ وَأَوْفُوا بِالْعَهْدِ إِنَّ الْعَهْدَ كَانَ مَسْؤُولًا ﴾ [الإسراء: 34]، وقال تعالى: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ ﴾ [النور: 19]، وإفشاء الأسرار خيانة للعهد.
مرجع:
www.alukah.net
من مواليد القاهرة 1985، حاصلة على بكالريوس الآداب جامعة عين شمس عام 2006، متابعة وناقدة فنية، أعمل كمحررة محتوى على موقعيّ Nawa3em، وgheir، ومتخصصة في كتابة المقالات والآراء حول المسلسلات والأعمال الانتاجية الفنية، وأحاول تحسين حياة القراء والقارئات عبر هذه المقالات.