قد تبدو كلمة "ماكروبيوتيك" غريبة بالنسبة لشريحة كبيرة من الناس. ولكن الكلمة بحد ذاتها غير ذات أهمية. فالمهم هو ما تنطوي عليه من دلالات وما يترافق معها من عادات غذائية سليمة. محليّاً، ولكي تكون أقرب إلى ثقافتنا، يمكن أن نستبدل كلمة "ماكروبيوتيك" بعبارة "الغذاء المتوازن". فعلم الماكروبيوتيك، يقوم بالفعل على ضرورة إحلال التوزان في الطاقة التي تحتويها المأكولات التي نستهلكها يومياً. فهذا التوازن يجعلنا متوازنين صحياً ونفسياً، ويبعد عنا تماماً كل الأمراض.
مبادئ الماكروبيوتيك
استُعملت كلمة "ماكروبيوتيك" في اليونان القديمة، وهي تعني فنّ الصحة وطول العمر. أما في العصر الحديث، فقد أعاد العالم الياباني جورج أوشاوا استعمال هذه الكلمة للإشارة إلى نظام الغذاء المتوازن، الذي يقي من الكثير من الأمراض، والذي كان يميّز شعوب العالم قبل حقبات من الزمن. فالغذاء يجب أن ينسجم مع البيئة المحيطة، وأن يكون متجانساً مع طبيعة الأرض والمناخ، والبنية الجسمانية للأفراد، فضلاً عن جيناتهم ووتيرة نشاطهم اليومية.
فالماكروبيوتيك يستبعد كلياً المأكولات المصنّعة، فضلاً عن الأطعمة السريعة التي تمثّل حضارة اليوم، والسكاكر والمعلبات. في المقابل، فإن طبق الطعام المثالي، يجب أن يتكون من:
- حبوب الحنطة الكاملة، شأن القمح والشعير والأرز والذرة والشوفان، بنسبة 50% بشكلها غير المصنّع، أو بشكل البرغل والطحين، والمعكرونة...
- 20 % إلى 30% خضار، ويجب أن تكون خضاراً موسمية، أي أن تُؤكل في الموسم الذي تنمو فيه، وأن تكون من المناطق القريبة وغير مستوردة من أماكن بعيدة، إذ إن طبيعة جسم الإنسان تتفاعل جيداً مع الأغذية التي تنمو في محيطه. فالفاكهة الاستوائية مناسبة فقط للذين يعيشون عند خط الاستواء، وبالنسبة للذين يعيشون في حوض المتوسط، فما يناسبهم هو النباتات والأغذية التي تنمو في هذه المنطقة. وفيما يمكن أن تكون ثلثا كمية الخضار مطهوة، يُفضل أن يكون الثلث الباقي نيئاً، لأن الخضار في هذه الحالة تحافظ على الطاقة الحيّة في داخلها. كما يمكن إضافة القليل فقط من المكسّرات غير المحمصة والمخللات المنقوعة بالملح البحري غير المكرر.
- البقوليات والأعشاب البحرية، التي ينبغي أن تشكل 10% إلى 15% من الاستهلاك اليومي، ومنها حبوب الأزوكي أو شافي الكلى، والحمص والعدس والبازيلاء والصويا والفاصوليا السوداء. فهذه الأغذية غنية بالبروتين، والجسم البشري لا يحتاج عادةً إلى الكثير من البروتين. وبالنسبة للأعشاب البحرية، فهي متوافرة بعدة أشكال، ويمكن إضافتها إلى الطعام بكميات ضئيلة، لكونها غنية جداً بالمعادن والفيتامينات.
- 5% حساء، والحساء المثالي الذي يُنصح به في الماكروبيوتيك، هو حساء الميزو. والميزو هو معجون محضر من فول الصويا وملح البحر والشعير المتخمّر أو الأرز الأسمر. كان عنصراً أساسياً في مطبخ الشرق الأقصى، أي في اليابان، واليوم انتشر حول العالم. يحتوي الميزو على أنزيمات تسهّل عملية الهضم، وتقوّي نوعية الدم، وهو غني بالبروتينات النباتية فيتامين B والمعادن، كما يساعد في التخفيف من الإصابة بسرطان الثدي وأمراض القلب والأمراض الشعاعية.
كلمات مفتاحيّة:
تصاميم بيوت،
روبي،
روبي،