ضغوط الحياة ما بين العمل والأسرة لا تتوقف، ومع الوقت تصيبنا تلك الضغوط بالتوتر، ما يؤثر على عمق العلاقات، والأداء والوظيفي، والصحة أيضاً، ولكن هناك حل، فقط توقفي عن التفكير في كل شيء، أغمضي عينيكِ، تنفّسي ببطء.. نعم؛ نحن نتحدث عن التأمّل...
ما هو التأمل؟
بحسب تعريف "مجتمع التأمّل الأميركي"؛ فإن التأمل هو حالة من الوعي، تجلب الهدوء، والوضوح، والنعيم.
ببساطة؛ هو التركيز والتأمل في اللحظة الراهنة، ففي الوضع الطبيعي يجلب العقل الأفكار المختلفة حول ما حدث في الماضي، وما نحن قلقون بشأنه في المستقبل، ولكن التأمّل يركز الأفكار في اللحظة الراهنة، كالشعور بأشعّة الشمس، أو سماع حفيف الأشجار، هو نوع من الانفراد بالذات.
فوائد التأمل:
توتر أقل:
إذا لاحظتِ تزايد الضغوط، وشعورك بالتوتر طوال الوقت، فالتأمّل هو الحل الأمثل، فقد وجد باحثون في جامعة كاليفورنيا، أن ممارسة التأمل تقلل مستويات هرمون الكورتيزول في الجسم، وهو الهرمون المسؤول عن الشعور بالتوتر.
نوم أفضل:
كم عدد المرات التي ذهبتِ فيها إلى الفراش منهكة ولم تستطيعي النوم؟ ما إن تضعين رأسك على الوسادة، حتى تبدأ الأفكار تجوب عقلك، ما يجعلك غير قادرة على النوم، ولكن مشكلة الأرق تلك يجب حلها، حيث تكمن جميع عناصر الصحة في النوم الجيد.
وقد وجدت دراسة، نُشرت في مجلة الجمعية الطبية الأميركية؛ أن ممارسة التأمل حسّنت مشاكل الأرق والنوم لدى البالغين الأصحّاء.
ووجد الباحثون أن مجموعة المشاركين في الدراسة، الذين مارسوا التأمل لمدة 20 دقيقة قبل النوم، حصلوا على الاسترخاء الكافي، ولم يواجهوا مشاكل في الاستغراق في نوم عميق، مقارنة بأولئك الذين لم يمارسوا التأمل.
التأمّل يخفض الشعور بالضغط، وأيضاً يحارب الاكتئاب، حيث وردت العديد من الإحصائيات لتؤكد أن النساء الحوامل اللاتي يمارسن التأمل، يكنّ أقل عرضة للإصابة بالاكتئاب من غيرهن، وفي فترة تقديم الامتحانات في المدارس؛ يساعد التأمل على خفض نسبة الاكتئاب بين المراهقين.
ووجد باحثون من جامعة ولاية أوريغون، أن التأمل يسبّب تغيرات فيزيائية داخل الدماغ، حيث يزيد الأنسجة الواقية الموجودة حول الأعصاب، ما يحمي من الإصابة بالأمراض العصبية في المستقبل، كما يحسّن المزاج على المستوى القريب.
أداء وظيفي أفضل:
يمارس جنود سلاح المشاة في البحرية الأميركية التأمل بانتظام، فهو يحسن الانتباه، كما يزيد القدرة على تحمّل الإجهاد.
كذلك وجدت دراسة من مجلة الطب الأكاديمي، أن الأطباء الذين يمارسون التأمّل، هم أفضل استماعاً لمرضاهم، كما يكونون أكثر حكمة.
والأمر لا يتوقف عند العمل فقط، حيث أظهرت العديد من الدراسات أن الطلاب الذين يمارسون التأمل، يسجلون درجات أعلى في الاختبارات، كما يتمتعون بمهارات في القراءة والفهم، أكثر من زملائهم الذين لا يمارسون التأمّل.
علاقات أعمق:
في الواقع؛ فإن التأمّل يجعل الشخص أكثر رأفة، وقد وجدت دراسات أن الأشخاص الذين يمارسون التأمّل بانتظام، يكونون أكثر تعاطفاً مع من حولهم، كما يكونون أكثر تحمّلاً، فيبدو أن هناك وسيلة جديدة لنصبح أمّهات صالحات!
كذلك يمكن للتأمل توطيد العلاقات مع الآخرين في البيئة المحيطة، حيث أظهرت الدراسات أن المسنين الذين اعتادوا ممارسة التأمل، هم أقلّ شعوراً بالوحدة.
جسم صحّي:
التأمل يجعل الجسم أكثر صحة، فقد ثبت أنه يعمل على الوقاية من أمراض الجهاز التنفسي، ففي إحصائية، وجد أن الأشخاص الذين يمارسون التأمل هم أقل عرضة لنزلات البرد والأنفلونزا.
ووجدت دراسة نشرت في المجلة الأميركية لتعزيز الصحّة، أن الذين يمارسون التأمل لديهم فواتير رعاية صحية أقل.
هذا علاوة على أن التأمّل أثبت فعاليته في خفض الوزن الزائد.
كيف يمكنك ممارسة التأمل؟
هناك الكثير من تمارين التأمّل، ولكن إن كنتِ في البداية؛ ابدئي ببطء، فقط أبقي عينيكِ مغمضتين لمدة دقيقة واحدة، ركزي تفكيرك في تنفسك حتى تساعدي على إبطاء عقلك، في البداية قد لا تستطيعين الصمود طويلاً، ولكن مع الممارسة يمكنك الوصول إلى أهدافك.. الأمر يستحق العناء.
مارسي التأمّل ولو لدقائق قليلة يومياً...
كلمات مفتاحيّة:
يوجا وتأمل،
عملت في مجال الصحافة والكتابة منذ سن الـ16، خرّيجة كلية الإعلام والتوثيق في بيروت، أقيم في دبي منذ 14 عاماً، حيث أعمل اليوم كمحررة ومديرة لموقع gheir.com، أشرف على المحتوى وأهتمّ بإدارة العلاقات مع العلامات الكبيرة في مجال الموضة والمجوهرات والجمال والفنون الجميلة على أنواعها. أقوم أيضاً بمقابلات حصرية فيما يتعلق بإصدارات دور الأزياء والمجوهرات، وتنفيذ جلسات تصوير وفيديوهات خاصة بالموقع.