قد تتعدّد أسباب المشاكل الزوجية و تتفرّع جذورها إلى ما لا نهاية، حتى يصبح من الصعب السيطرة عليها. لكن عنصراً وحيداً يمكنه تبديد أكثر المشاكل تعقيداً و قد يفلح أيضاً في إعادة الوئام و السلام إلى سابقعهدهما! التواصل! التواصل المشترك بين الطرفين يسهم في تقريب وجهات النظر و إيجاد قاعدة مشتركة يمكن للاثنين الاتفاق عليها.
لكن كيف لنا أن نقيم مكالمة بنّاءة و مجدية، ففي أكثرية الأوقات تنتهي المحادثات بصراخ و تصطدم بحائط مسدود.
أولاً، اختاري الوقت المناسب للطرفين معاً للقيام بالحوار، للتمكن من إعطاء الموضوع حقه و بدون الشعور بأيّ ضغط إضافي. فبإمكانكما تحديد موعد مسبق لا يتضارب و انشغالاتكما. مثلاً عند المساء بعد خلود الأولاد إلى النوم و بعد إنهاء كلّ ترتيباتكِ لليوم التالي.
ثانياً، نميل خلال المحادثات إلى عدم الإصغاء، بل نسمع أقوال الآخر و ننتظر الفرصة للرد فقط، غير آبهين بالنظر إلى الهواجس المطروحة و إيجاد حلّ مجدٍ لها. و كأننا نتسابق على جمع نقاط رابحة، فيما الهدف هو جمع أهداف مشتركة أكثر! فيتحوّل الحوار إلى حوار الطرشان أو جدل بزنطي عقيم.
ثالثاً، احصري ردّك بالموضوع نفسه، فمهما كانت لائحة المشاكل كبيرة، حدّدي نقاط الحوار و احترميها. فلا تستغلي الفرصة للعتاب و اللوم عن قضايا في الماضي. هذا الأسلوب سيعقد الأمور و يكبّر الهوة بينكما. اخلقي جدولاً تسلسلياً للنقاط و اتفقا على التطرّق إلى كلّ واحدة منها بانفراد، مشاركة وجهات النظر ثم الوصول إلى حلّ.
رابعاً، الحلّ لا يعني تحقق مبتغى الفرد الشخصي، فالحل ليس جواباً مسبقاً يقترحه أحد الفريقين على الآخر بل هو نتيجة بناء حلّ مشترك يتفقان عليه معاً، رغم أن هذا الحل في أحيان كثيرة قد لا يرضي الثنائي كلياً أو جزئياً لكن التضحية لأجل هدف واحد مشترك هي أساس العلاقة المستمرّة.
خامساً، حافظي على العقلانية و الموضوعية في الحوار، فيجب على الطرفين السيطرة على مشاعرهما و تجنّب الضغوط العاطفية كالبكاء مثلاً. قد يصعب الأمر أولاً، لكن عليكِ السيطرة على مشاعركِ و الالتزام بالهدوء و الوعي الكافي.
أخيراً، لا تيأسي من الحوار، فحتى إن لم تفلحي في التوصل إلى حلّ من المرّة الأولى، لا تتوقفي عن المحاولة مجدداً. فإن التواصل يتقدّم و يتطوّر مع الوقت، مع تغيّر الظروف التي تحيط بالشخص. ثقي بالحوار فإنه في النتيجة الوسيلة المثلى لحلّ المشاكل!