تُعتبر الألعاب الأولمبية اليوم جزءاً أساسياً من المسابقات الرياضية العالمية، لكن كيف بدأت فكرة هذه الألعاب وما الغاية الأساسية من ورائها؟
الألعاب الأولمبية هي أحداث رياضية دولية تشمل مسابقات رياضية صيفية وشتوية، يشارك فيها رياضيون من كلا الجنسين في المنافسات المختلفة ويمثّلون وفوداً مختلفة من جميع أنحاء العالم. وتعتبر الألعاب الأولمبية المنافسة الرياضيّة الأولى في العالم بمشاركة أكثر من 200 دولة، إذ ينظم هذا الحدث حالياً كل سنتين في السنوات الزوجية، بتناوب الألعاب الصيفية والشتوية بعد أن كانت تقام كلتا المسابقتين كل أربع سنوات، وفي نفس السنة حتى عام 1992.
استُوحيت هذه المسابقة الرياضيّة من الألعاب الأولمبية القديمة، التي كانت تعقد في أولمبيا، اليونان من القرن الثامن قبل الميلاد إلى القرن الرابع الميلادي.
كانت الألعاب الأولمبية القديمة عبارة عن مزيج من مهرجانات دينيّة ورياضيّة تُقام كل أربع سنوات في حرم زيوس في أولمبيا باليونان. كانت المنافسة تتم بين ممثلي العديد من دول المدن وممالك اليونان القديمة، وكانت ألعاب القوى هي المنافسات الرياضية الرئيسية في برنامج تلك الدورات، وكذلك كان البرنامج بتضمن الرياضات القتاليّة مثل المصارعة ورياضة بانكراتيو اليونانية، بالإضافة إلى مسابقات الخيل وأحداث سباق العربات. وخلال الألعاب، كان يتم تأجيل جميع النزاعات بين الدول والمدن المشاركة حتى انتهاء الألعاب.
بلغت الألعاب الأولمبية ذروة نجاحها في القرنين السادس والخامس قبل الميلاد، لكن أهميتها بدأت بالتراجع تدريجياً وذلك تزامناً مع ازدياد سيطرة ونفوذ الرومان في اليونان. وعلى الرغم من عدم وجود إجماع علمي حول موعد انتهاء الألعاب رسمياً، إلا أن التاريخ الأكثر شيوعاً هو عام 393 ميلادية، عندما أصدر الإمبراطور ثيودوسيوس مرسوماً يقضي بإلغاء جميع العبادات والممارسات الوثنية. وهناك تاريخ آخر يتم الاستشهاد به بشكل شائع هو عام 426 ميلادية، عندما أمر الإمبراطور ثيودوسيوس الثاني بتدمير جميع المعابد اليونانية.
الألعاب الأولمبية حديثاً
في عام 1850، ابتدع الطبيب ويليام بيني بروكس ما سُمي بالفصل الأولمبي في منطقة ماتش وينلوك في مدينة شروبشاير، إنكلترا. وفي عام 1859 غيّر بروكس الاسم إلى ألعاب وينلوك الأولمبية. هذا الحدث الرياضي ما زال يقام سنوياً إلى يومنا هذا وكان بروكس قد قام بتأسيس جمعيّة وينلوك الأولمبية في 15 نوفمبر 1860، التي تقوم بتنظيم هذا الحدث.
بين أعوام 1862 و 1867، كانت مدينة ليفربول تستضيف وتنظم ألعاباً أولمبيّة سنوية. ابتكر هذه الألعاب كل من جون هولي وتشارلز ميلي، وكانت أول ألعاب خاصة بالرياضيين الهواة، وكذلك كانت ذات طابع دولي. كان برنامج أول أولمبياد حديث في أثينا عام 1896 مطابقاً تقريباً لبرنامج أولمبياد ليفربول. وفي عام 1865 أسس كلا من ويليام بروكس، جون هولي وإرنست جورج رافنشتاين الجمعية الأولمبية الوطنية في ليفربول، والتي تحولت فيما بعد إلى الجمعية الأولمبية البريطانية، وكان لمواد وبنود تأسيس الجمعية الدور البارز في وضع إطار عمل الميثاق الأولمبي الدولي. وبعد تأسيس الجمعية بعام وتحديداَ في عام 1866 تم تنظيم دورة ألعاب أولمبية وطنية في بريطانيا العظمى في كريستال بالاس بلندن.
بدأ الاهتمام اليوناني بإعادة إحياء الألعاب الأولمبية بالتزامن مع حرب الاستقلال اليونانية عن الدولة العثمانية في عام 1821. وأول مَن اقترح إعادة عقد الألعاب الأولمبية هو الشاعر والمحرر باناجيوتيس سوتسوس وذلك في قصيدته "حوار الموتى" التي نُشرت عام 1833. وكان إيفانجيلوس زابا، وهو يوناني روماني ثري، قد راسل ملك اليونان أوتو عام 1856، عارضاً عليه تمويل إحياء دائم للألعاب الأولمبية. وفعلاَ رعى زابا أول دورة ألعاب أولمبية في عام 1859 التي سميت تكريما له باسم "أولمبياد زابا"، والتي أقيمت في ميدان مدينة أثينا، إذ شارك بهذه الدورة رياضيون من اليونان والدولة العثمانية. قام زابا بتمويل ترميم ملعب باناثينايكو القديم حتى يتمكن من استضافة جميع الألعاب الأولمبيّة المستقبلية، ومن ثمّ استضاف الملعب الألعاب الأولمبية في عامي 1870 و 1875، إذ سُجل حضور ثلاثون ألف متفرج لدورة عام 1870.
ما هي الألعاب البارالمبية؟
الألعاب البرالمبية هي حدث رياضي خاص بالرياضيين من ذوي الإحتياجات الخاصة. ففي عام 1948 وبالتزامن مع انعقاد أولمبياد لندن 1948، نظّم الطبيب البريطاني لودفيج جوتمان مجموعة من الأنشطة الرياضيّة بين عدة مستشفيات، شارك بهذا الحدث جرحى الحرب العالميّة الثانية من الجنود في سبيل تعزيز إعادة تأهيلهم صحياً ونفسياً واستخدام الرياضة كوسيلة للشفاء. أصبح هذا الحدث الرياضي يُعرف باسم ألعاب ستوك ماندفيل، وكان يقام سنوياً على مدى الإثنا عشر سنة التالية.
في عام 1960 حضر 400 رياضي إلى روما للتنافس في "الألعاب الأولمبية الموازية"، التي أقيمت بالتوازي مع الألعاب الأولمبية الصيفية، والتي أصبحت تُعرف باسم أول ألعاب بارالمبية، ومنذ ذلك الحين تقام الألعاب البرالمبية في كل عام أولمبي، وبدءاً من دورة الألعاب الأولمبية الصيفية 1988 في سول، أصبحت المدينة المضيفة للألعاب الأولمبية تستضيف أيضا الألعاب البارالمبية. وقعت اللجنة الأولمبية الدولية (IOC) واللجنة البارالمبية الدولية (IPC) اتفاقية في عام 2001 تضمن بأن المدن المضيفة سيتم التعاقد معها على إدارة كل من الألعاب الأولمبية والألعاب البارالمبية، ودخلت الإتفاقية حيز التنفيذ في دورة الألعاب الصيفية لعام 2008 في بكين، وفي دورة الألعاب الشتوية لعام 2010 في فانكوفر.
عملت في مجال الصحافة والكتابة منذ سن الـ16، خرّيجة كلية الإعلام والتوثيق في بيروت، أقيم في دبي منذ 14 عاماً، حيث أعمل اليوم كمحررة ومديرة لموقع gheir.com، أشرف على المحتوى وأهتمّ بإدارة العلاقات مع العلامات الكبيرة في مجال الموضة والمجوهرات والجمال والفنون الجميلة على أنواعها. أقوم أيضاً بمقابلات حصرية فيما يتعلق بإصدارات دور الأزياء والمجوهرات، وتنفيذ جلسات تصوير وفيديوهات خاصة بالموقع.