ألم كسر القلب جزء لا يمكن تجنبه من تجربة الإنسان، يترك الأشخاص في غالب الأحيان في صراع مع العواطف السلبية وشعور عدم اليقين. ورداً على هذه الظاهرة الشائعة والصعبة، يسلّط الخبراء الضوء على استراتيجيات فعالة للتعامل مع مراحل ألم كسر القلب. الشعور بألم كسر القلب يمكن أن ينشأ نتيجة انهيار علاقة عاطفية، أو فقدان شخص عزيز، أو أحداث حياتية مؤثرة أخرى، و يمكن أن يولد هذا التأثير مجموعة من العواطف السلبية، بما في ذلك الحزن، الأسى، الغضب والارتباك. إدراك هذه العواطف والاعتراف بها له أهمية كبيرة في مساعدتنا على تخطيها، يشاركنا الأخصائيون في الصحة النفسية بالاستراتيجيات الضرورية لتخطي ألم كسر القلب.
وفي هذا الإطار، صرحت الأخصائية النفسية جوسلين غراسياس وهي أخصائية نفسية معتمدة من قبل "CDA" في مركز ثرايف للصحة النفسية: "لقد تعاملنا جميعاً مع كسر القلب في العلاقات والصداقات، ونعرف مدى مرارة الألم الذي يحمله. إنها مجموعة متنوعة من المشاعر التي ليس لدينا خيار سوى التعامل معها. بينما لدينا طرق مختلفة للتعامل والتغلب على ألم الانفصال، إلا أنني أحب أن أفكر و أشارك المراحل الخمس للحزن عند التعامل مع ألم كسر القلب".
- المرحلة الأولى: الإنكار، - عدم الرغبة في التعامل مع المشاعر الصعبة التي تشمل ألم كسر القلب و يعتبر هذا نوعاً من الإنكار، والتوعية بهذا الأمر يمكن أن يساعدنا في فهم عملية التعافي بشكل أفضل بدلاً من وضع ضغوط على أنفسنا للتغلب عليها.
- المرحلة الثانية: الغضب، - من المتوقع أن نبدأ في الشعور بالاستياء تجاه شركائنا السابقين بالعلاقة أو الأصدقاء لكونهم سبباً في هذا الألم العاطفي. يجب علينا أن نسمح لأنفسنا بالاعتراف بالغضب الذي نشعر به والعثور على منافذ صحية مثل كتابة اليوميات و التحدث مع النفس والتعبير عن مشاعرنا لصديق غير متحيز.
- المرحلة الثالثة: المساومة، - يمكن أن تبدو وكأننا نحاول رؤية ما إذا كان هناك أمل أو البحث عن منطقة وسطى للتعامل مع الألم الناجم عن هذه الأحداث. عندها تصبح الرغبة في التخلص من الألم الهدف الأساسي في هذه المرحلة.
- المرحلة الرابعة: الاكتئاب، - من الطبيعي أن نشعر بالحزن في حالة كسر القلب. أيضاً، الواقع الذي يشير إلى عدم قدرتنا على تغيير الوضع يسبب مشاعر الاكتئاب.
- المرحلة الخامسة: القبول، - قد تأخذين وقتاً طويلاً ولكن عندما تصلين إلى هذه المرحلة ستجمعين جميع القطع المكسورة وستكونين قادرة على مواجهة الواقع. لا يمكن التسرع في هذا الجزء أو المطالبة به إذ إنه عملية تزامنية تحتاج وقتاً و إستعاباً.
السماح للنفس بالمرور بجميع مراحل الحزن والتوعية بأن هذه المراحل لا تسير دائماً بشكل متسلسل وأنه يمكن أن ننتقل بينها بشكل غير خطي، يمكن أن يساعدنا هذا في التعامل مع الألم والشفاء من كسر القلب. يمكن أن تكون استراتيجيات التكيف المختلفة للتعامل مع ألم كسر القلب مفيدة أكثر عندما نكون واعين بعملية الحزن. و يمكن أيضاً أن تساعد الأهداف السلوكية في التعامل مع الاضطراب العاطفي الذي ينتج عن انهيار العلاقات.
التعامل مع كسر القلب يتطلّب توازناً حساساً بين العناية بالنفس والبحث عن الدعم. ممارسة الرأفة تجاه الذات أمر حاسم، فاللطف مع النفس في مواجهة الصعوبات يساعد في التحكم في العواطف الناجمة عن ألم كسر القلب. العثور على نافذة للتحمل من خلال الانتباه، الوعي، ممارسة اليوغا، الهوايات والاسترخاء، كل هذه الممارسات تساعد في الحفاظ على الاستقرار العاطفي. بالإضافة إلى ذلك، الاعتماد على شبكة داعمة من الأصدقاء والعائلة يخلق مساحة آمنة لمشاركة العواطف والبحث عن الراحة.
فبعد انتهاء العلاقة، يستغرق الأمر وقتاً ويعتمد على مدى معالجة مشاعرك وتعافيك لتكون مستعداً للانفتاح والتعرض للضعف مرة أخرى. خذ الوقت الكافي لمعالجة مشاعرك و تعلم التحكم بعواطفك و هذه مهارة تكتسبها مع الزمن، وهي تساعدك في أن تصبح أكثر قوة عاطفياً. لكن كونك قوياً لا يعني أن رحلة كسر القلب ستصبح أسهل، بل يعني فقط أنك ستتخذ خيارات صحية لعملية الشفاء.
عملت في مجال الصحافة والكتابة منذ سن الـ16، خرّيجة كلية الإعلام والتوثيق في بيروت، أقيم في دبي منذ 14 عاماً، حيث أعمل اليوم كمحررة ومديرة لموقع gheir.com، أشرف على المحتوى وأهتمّ بإدارة العلاقات مع العلامات الكبيرة في مجال الموضة والمجوهرات والجمال والفنون الجميلة على أنواعها. أقوم أيضاً بمقابلات حصرية فيما يتعلق بإصدارات دور الأزياء والمجوهرات، وتنفيذ جلسات تصوير وفيديوهات خاصة بالموقع.