مقابلة مع السعودية رها محرّق حول شغفها في تسلق الجبال ومساهمتها في تمكين النساء من حولها | Gheir

مقابلة مع السعودية رها محرّق حول شغفها في تسلق الجبال ومساهمتها في تمكين النساء من حولها

رشاقة  May 06, 2023     
اشترك في قناتنا على يوتيوب
Loading the player...
×

مقابلة مع السعودية رها محرّق حول شغفها في تسلق الجبال ومساهمتها في تمكين النساء من حولها

تُعتبر رها محرق من السعوديات الأكثر إلهاماً، فهي من بين أوائل العربيات اللواتي تحدين كل الصعاب ونجحنَ في الوصول إلى قمة جبل إيفرست. ولهذا قررت علامة Adidas التعاون معها في مشروع جديد كلياً يهدف الى إعطاء فرصة للنساء في جميع أنحاء الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية للتوجه إلى معسكر قاعدة جبل إيفرست برفقتها،إذ ستخوض رها مع الفائزات تدريبًا مكثفًا لمدة شهر واحد قبل التوجه إلى جبل إيفرست في مايو.
وبهذه المناسبة، أجرينا معها هذا الحوار الذي تتحدث فيه عن شغفها برياضة تسلق الجبال، دورها في إلهام النساء في بيئتها، وحلمها الأكبر..

أصبحت واحدةً من أشهر النساء السعوديات في السنوات الأخيرة. ولكن مَن هي رها محرق اليوم؟ هل غيّرت كل هذه النجاحات من شخصيتكِ؟

رغم أنني لربما أصبحت أحد النساء السعوديات البارزات في السنوات الأخيرة، ولكنني لا أعتبر نفسي مشهورة بشكل استثنائي. وبغض النظر عن أي تغييرات قد حدثت في الخارج، فإنني أؤمن بأن هويتي الأساسية باعتباري شخصًا فضوليًا وجريئًا لم تتغير على الإطلاق. فعلى الرغم من أن مسار حياتي وطموحاتي قد تطور، فإن شغفي اللافت للاستكشاف والمغامرة لا يزال قويًا كما كان.

لقد رأيناكِ كناشطة مؤثرة تهدف إلى تمكين النساء من حولها. ولكن هل استطعتِ تمكين نفسكِ خلال هذه الرحلة؟ وما هي الدروس التي تعلّمتها؟

أدركت أن لدينا القدرة على إحداث تأثير إيجابي في العالم. وتمكين النساء أمر جوهري في هذا الصدد، حيث يمنحهن الأدوات التي يحتاجونها لتحقيق أهدافهنّ وإطلاق العنان لطاقاتهنّ. ويعدّ ذلك على وجه الخصوص أكثر أهمية بالنسبة للنساء اللواتي يواجهن تحديات إضافية بسبب جنسهن أو ثقافتهن أو المعايير الاجتماعية. وعن طريق توفير فرص التعليم والعمل والموارد للنساء، فإنهنّ يصبحن قادرات على اتّخاذ قرارات مدروسة وخلق حياة أفضل لأنفسهنّ ومن حولهن. كما يمكن أن تصبح النساء الممكنّات قدوة للآخرين، لهن القدرة على إلهام الآخرين لمتابعة شغفهم وطموحاتهم. وهذا لا يعود بالفائدة على الأفراد المعنيين فقط، بل يعزز مجتمعاتنا ويخلق مجتمعًا شاملاً للجميع.

أخبرينا عن تعاونك الأخير مع adidas؟

لطالما كان هذا المشروع حلماً لي على مدى العقد الماضي. لقد كانت لدي الرغبة دائمًا في العودة إلى المكان الذي بدأت فيه مسيرتي الرياضية، ولكنني كنت أعلم أن العودة بمفردي لن تكون كافية. كنت أرغب في العودة مع هدف أكثر أهمية، وهو تمكين الآخرين من تحقيق طموحاتهم، تمامًا كما حققت أنا طموحاتي. أتذكر الصعوبات التي واجهتها عندما بدأت رحلتي، والتي ألهمتني على تقديم المساعدة وخلق فرص للآخرين. أشعر بالامتنان العميق لـ adidas على دعمهم لي في إحياء ذكرى الجبل الذي فتح لي باب أحلامي، والأفراد الذين كانوا بمثابة مشعل نور من الأمل اقتديت به على طول طريقي.

كيف تشعرين حول إلهامك للنساء الأخريات لتحدي أنفسهنّ وتسلّق جبل إيفرست معك؟

أملي من خلال هذا المشروع هو ترك إرث خالد يمكن أن يقود إلى تغيير هائل، وذلك عبر إثبات أن "المستحيل ليس مستحيلا" وأنه يمكن تحقيق المستحيل، على الرغم من أن ذلك قد يتطلب الشجاعة والمثابرة. إن هدفي الشخصي هو أن أعيش في عالم لا يوجد فيه مفهوم "أول مرّة" بالنسبة للمرأة العربية، لأنها قد حققت كل ما يمكن تحقيقه. من خلال مشاركة قصتي الشخصية وتجاربي، أسعى إلى تشجيع وتمكين النساء الأخريات، بالتعاون مع adidas، لاتخاذ خطوات نحو تحقيق أهدافهنّ الخاصة. حتى لو ساعدت قصتي شخصًا واحدًا فقط على الاقتراب خطوة واحدة من طموحاته، فإنني أعتقد أن تأثيري على هذا الكون الواسع يستحق الجهد.

كيف تعتقدين أن هذه المغامرة يمكن أن تغير حياة المرأة؟

يمكن أن يؤثر خوض مغامرة، مثل تسلق جبل أو استكشاف بلد جديد، بشكل كبير على حياة المرأة. يمكن أن يساعدها على تطوير الاعتماد على الذات، زيادة الثقة بالنفس، والمرونة وهي تواجه تحديات جديدة وتتغلّب على المصاعب. كما يمكن أن يتّسع أفقها ويتعمق فهمها للعالم من خلال التواجد في الطبيعة واكتشاف ثقافات جديدة.
بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن توفّر المغامرة فرصة للنمو الشخصي والتفكير. فهي تسمح للمرأة بمواجهة مخاوفها وتعلّم كيفية الانطلاق والخروج عن المألوف. بشكل عام، يمكن أن تكون المغامرة تجربة تحولية تمكّن النساء من رؤية أنفسهن بشكل جديد وبلوغ ذروة النجاح. ويمكن أن تلهمهنّ للتحدي والمضي قدمًا نحو أهدافهنّ وإحداث تأثير إيجابي في مجتمعاتهنّ وخارجها.

هل يمكنك وصف الشعور الذي ينتابك لدى الوصول إلى قمة الجبل؟

يصعب وصف الشعور الذي ينتاب الإنسان عند وصوله إلى قمة الجبل. فقد شعرت بمزيج من المشاعر التي كانت غامرة ومتناقضة في نفس الوقت. من جهة، شعرت بالقوة والفخر بالإنجاز الكبير لتحقيق الهدف بوصولي إلى القمة، وشعرت بأني قادرة على تحقيق أي شيء أرغب به.
من جهة أخرى، شعرت بالصغر والتواضع أمام عظمة المنظر الطبيعي الشاسع والخلاب الذي يحيط بي. كانت تجربة تحمل على التواضع، حملت في طياتها الكثير وتركت انطباعًا قويًا ويصعب التعبير عن تعقيد تلك المشاعر بالكلمات.

ما هو أكبر أحلام رها محرق ؟

حلمي الأكبر هو أن أكون مصدر إلهام لتحقيق تغيير على نطاق واسع، وذلك عن طريق إثبات أن تحقيق أحلامنا ممكن بالشجاعة والمثابرة. أرغب في ترك إرثٍ غير ملموس، يشجّع الآخرين على متابعة طموحاتهم الخاصة، تمامًا مثل الرياح التي تهبّ في كل مكان ولا يمكن السيطرة عليها. شخصيًا، آمل أن أعيش حتى يتحقق الحلم بعالمٍ لا يوجد فيه عبارة "أولى" للنساء العربيات، لأننا فعلنا كل شيء وتخطينا كل الصعاب. من خلال مشاركة قصتي، أتمنى أن أشجع الآخرين وأمكِّنهم من متابعة أحلامهم. وحتى لو ساعدت قصتي شخصًا واحدًا فقط على التقدم خطوة أقرب إلى حلمه، فإنني أعتقد أن تأثيري على هذا الكون الرائع يستحق كل الجهد.

أخيرًا، ما هي رسالتك لجميع النساء العربيات؟

أنتِ قوية وقادرة، وتستحقين الفرصة للسعي وراء أحلامك. لا تدعي أحدًا آخر يملي عليك مسارك وخياراتك أو يحدّ من إمكانياتك. ثقي بقوتك ومرونتك لتتغلبي على أي عقبة وتحققي أهدافك. تذكّري أن الانتكاسات هي بمثابة فرص للنمو والتعلم. ثقي بنفسك وقدراتك، ولا تخشي المجازفة أو تجربة أشياء جديدة. صوتكِ ورؤيتكِ فريدة وقيّمة ومهمة للعالم. تابعي العطاء والسعي واستمري في دعم النساء الأخريات. أنتِ قادرة على ذلك.

عملت في مجال الصحافة والكتابة منذ سن الـ16، خرّيجة كلية الإعلام والتوثيق في بيروت، أقيم في دبي منذ 14 عاماً، حيث أعمل اليوم كمحررة ومديرة لموقع gheir.com، أشرف على المحتوى وأهتمّ بإدارة العلاقات مع العلامات الكبيرة في مجال الموضة والمجوهرات والجمال والفنون الجميلة على أنواعها. أقوم أيضاً بمقابلات حصرية فيما يتعلق بإصدارات دور الأزياء والمجوهرات، وتنفيذ جلسات تصوير وفيديوهات خاصة بالموقع.

الرشاقة