نات بوين Nat Bowen فنانة بريطانية اشتهرت بلقب "ملكة اللون" بفضل لوحاتها وأعمالها الفنية المليئة بالألوان الحيوية والنضرة، وقد بدأت حياتها المهنية بحيازتها إجازة في تصميم الأزياء من London College of Fashion ، وقد عملت مصممة أزياء وكعارضة في الوقت نفسه، لكن حبها الكبير للألوان قادها إلى عالم الرسم. تقيم نات في دبي منذ سنوات عدة، وقد أقامت أخيراً معرضاً خاصاً بها في ME Dubai بالتعاون مع سيارات مكلارين.
والجدير ذكره أن أعمال نات تُباع بمئات الآلاف من الدولارات، كما أنها تزين منازل عدد من مشاهير العالم، مثل إدريس ألبا وإدي جوردن غيرهما.
تعرفي أكثر إلى نات في هذه المقابلة.
كيف تجدين إلهامك كفنانة في مدينة مثل دبي؟
أتيحت لي ولزوجي فرصة الانتقال إلى دبي وشعرنا أنها فرصة رائعة لخوض تجربة العيش في مكان جديد. وبما أن دبي هي المدينة التي تضم المواهب والإبداع من كل مكان، لذا أجدها المكان الأمثل للمبدعين. فهي دائماً ما تفتح ذراعيها للفن والفنانين وتدعمهم بصورة تفوق الوصف، فقد كنت محظوظة لإطلاق أول معرض منفرد لي في دبي خلال الأشهر القليلة الأولى من وجودي هنا. دبي هي بحق أرض الفرص.
أحب نمط الحياة في دبي، فنحن نعيش على شاطئ البحر مباشرة وهو تغيير كبير بخلاف العيش في وسط لندن، ولديّ مساحة لعمل ستوديو رسم خاص في المنزل، ما يمنحني مزيداً من الحرية في تكريس وقتي للرسم. تشرق الشمس يومياً، لذا فإن جودة الإضاءة هنا مثالية لإضفاء الحيوية على الألوان في عملي.
هل يمكنك وصف عمل فني أو سلسلة من أعمالك تشعرين أنها كانت محورية في حياتك المهنية؟
كانت قطعي الماسية "BLACK DIAMOND" أول عمل فني استكشف من خلاله الأصباغ بأسلوب جديد كلياً. كنت من قبل استخدم في أعمالي أصباغاً اصطناعية فحسب، ولكن بالنسبة إلى هذه القطعة، حصلت على 1000 قيراط من الماس الأسود الطبيعي المسحوق وغبار نيزك عمره 4.6 مليارات عام دمجته في لوحة ألواني. ومنذ ذلك الحين، بدأت أدمج الأصباغ النادرة المتميزة في أعمالي، بما في ذلك أنقى أنواع اللازورد من أفغانستان، ومسحوق بركاني من المنطقة البركانية في أيسلندا وهان بلو المستخدم في إمبراطورية الصين القديمة.
معرضك الجديد هو بعنوان "ملكة الألوان". ما أكثر شيء يعجبك في الألوان؟ وما هو لونك المفضل؟
أستخدم في أعمالي علم الكرومولوجيا، وهو علم نفس الألوان، وأستخدم اللون كوسيلة للتعبير عن مشاعري والتواصل غير اللفظي.
أميل إلى التركيز أكثر على مجموعات الألوان بدلاً من الألوان المستقلة. أحب اللون البرتقالي الساخن عندما يكون بجانب الأزرق الكوبالت على سبيل المثال، وأعشق كيف يمكن للتفاعل بين الألوان أن يثير المشاعر والأحاسيس. قال بيكاسو جملته الشهيرة: "لماذا يغني لونين عندما نضع أحدهما بجانب الآخر؟ هل يمكن للمرء أن يشرح هذا حقاً؟ في الواقع لا. تماماً كما لا يمكن للمرء أبداً أن يتعلم الرسم".
عملك فريد من نوعه، هل واجهتك التحديات بخروجك عن المألوف وعدم اتباعك النهج التقليدي؟
يوجد اليوم العديد من الطرق الجديدة والمبتكرة لعرض الفن، ولا يلزم دائماً عرضه معلقاً على الحائط بالأسلوب التقليدي للمعارض. أطلقت فكراً جديداً في معرضي الأول في دبي بمفهوم "Artwalk" الشهير، الذي عرضت من خلاله أعمالي الفنية Fragments على منصة عروض الأزياء، بالإضافة إلى تعاوني مع علامة McLaren في معرض Art Car لعرض أعمالي بطريقة جديدة غامرة.
لقد غيّرت وسائل التواصل الاجتماعي والمنصات عبر الإنترنت قواعد اللعبة في عالم الفن ومكنتني من التواصل مع جمهور عالمي قد لا أستطيع الوصول إليه بطريقة أخرى. لقد استخدمت أيضاً وجودي عبر الإنترنت لخلق هوية قوية لعلامتي التجارية حتى أصبح عملي معروفاً على نطاق واسع.
من هم محبو الفن أو هواة الجمع المهتمون بعملك أكثر من غيرهم؟
نظراً لأن فني يعتمد على اللون واللون هو لغة عالمية، فإن العديد من الأشخاص يمكنهم التواصل بسهولة مع أعمالي. أتعامل مع الهواة لجمع الفنون من جميع أنحاء العالم، رجالاً ونساءً من جميع الأعمار.
ما هو تأثير كونك امرأة على حياتك المهنية؟
من الصعب الحكم على مدى تأثير كوني امرأة على مسيرتي المهنية. أنا أدرك أن عالم الفن كغيره من المجالات العديدة الأخرى لا يزال صناعة يهيمن عليها الذكور، إذ تباع أعمال الفنانين الذكور بمبالغ أكبر بكثير من أعمال الفنانات في المزادات، كما أعلم أيضاً أن نسبة أقل بكثير من أعمال الفنانات تظهر في المجموعات الدائمة المهمة حول العالم. أحاول ألا أشعر بالإحباط بسبب عدم التوازن الواضح، ولكني أركز طاقتي على اتخاذ خطوات للأمام في عملي على أمل أن ألهم فنانات أخريات للقيام بالمثل.
من تلهمك من الفنانات المبدعات الأخريات ولماذا؟
أحترم وأقدر أعمال الفنانة بريدجيت رايلي وطريقة لعبها بالألوان والأشكال الهندسية لخلق الحركة في لوحاتها. لقد أثبتت رايلي نفسها في عالم الفن بمسيرتها الفنية الطويلة التي امتدت لأكثر من 70 عاماً، وما زالت تعرض أعمالها حتى يومنا هذا في سن التسعين، فهي بالتأكيد شخصية ملهمة.
عملت في مجال الصحافة والكتابة منذ سن الـ16، خرّيجة كلية الإعلام والتوثيق في بيروت، أقيم في دبي منذ 14 عاماً، حيث أعمل اليوم كمحررة ومديرة لموقع gheir.com، أشرف على المحتوى وأهتمّ بإدارة العلاقات مع العلامات الكبيرة في مجال الموضة والمجوهرات والجمال والفنون الجميلة على أنواعها. أقوم أيضاً بمقابلات حصرية فيما يتعلق بإصدارات دور الأزياء والمجوهرات، وتنفيذ جلسات تصوير وفيديوهات خاصة بالموقع.