عالم الجمال هو عالم مليء بالصور الجميلة الخاضعة للتعديلات بدلاً من الصور الأصيلة الحقيقية، تصحيح عيب هنا و تعديل لون هناك لا يزعج أحداً ما دامت الصورة تُستخدم لأغراض جمالية بحتة، ولكن الخط الفاصل بين تهذيب الواقع و تجميله وبين إعادة تشكيله مرة أخرى هو خط ناعم جداً، قطعه يمكن أن يؤدّي إلى كوارث كبيرة، خاصة حين تعرفين أن 70% من النساء تصيبهنّ حالة اكتئاب بعد ثلاث دقائق فقط من اطلاعهنّ على مجلات الأزياء بدلاً من أن يصيبهن شعور بالإلهام و الإيجابية، أو التحفيز لاتباع حياة صحّية لجسد صحّي جميل بدلاً من اكتساب معايير جمالية مستحيلة.
إليكِ 6 أشياء خضعت حتماً للتعديل عبر برنامج الفوتوشوب عند كل جلسة تصوير أو قبل أن تنشر أيّ مدونة أو فاشنيستا صورتها:
1- شوائب البشرة
بالكاد ستلاحظين
حب الشباب،
بقع الكلف،
هالات العين السوداء. أي شيء من شأنه أن يتلف بريق ونعومة البشرة يُعدّ خللاً في لقطات عالم الأزياء أو انحرافاً، مهما كانت الصورة الرئيسية فستُزال بواسطة فناني التصوير و مصممي الغرافيك.
2- طيّات و درجة لون البشرة:
لا تستغربي حين لا تجدين أيّ طيّات للبشرة عندما تتأملين صور عارضات الأزياء، و السبب أن الصورة قد عُدّلت لإزالة هذه الطيّات و إظهار البشرة بمظهر رخامي خالٍ من أي عيوب، بالإضافة إلى توزيع اللون على البشرة بالتساوي، ثقي تماماً بأن كل شيء في الصورة يجري تعديله بإتقانٍ شديد.
3- العينان و الشفتان:
في تعديل العيون حتى التي خضعت
للمكياج تُجعل العينان أكثر فتنة و بريقاً، الرموش تصبح أكثر كثافة و الحواجب تُعدّل برقة و خفة. يقوم تعديل الشفاه عادةً على الحصول على شكل لا تشوبه شائبة أكثر مع تعديل لون الشفاه ليصبح مفخماً و فيه القليل من المادة اللامعة.
4- لون الأسنان:
و كما هي الحال مع كل التعديلات الأخرى، لا مفرّ من إجراء تعديلات على الأسنان لتظهر بمظهر ممتاز.
في الحقيقة، عندما نذكر تعديلات المصورين فإن تبييض الأسنان هو من الأشياء التي تُعدّل روتينياً و ذلك بسبب حب الناس للظهور بأسنان بيضاء نظيفة عند الابتسام.
5- الشعر:
هل تصدّقين فعلاً وجود شعر يلمع و يعكس كالمرآة؟ في تعديل الشعر على الفوتوشوب وفي جلسات التصوير هناك العديد من التفاصيل التي يمكننا تعديلها للحصول على مظهر غير محدود من جودة الشعر ليكون أفضل مظهراً. من إزالة الشعرات الطائشة إلى إضافة حجم و غنىً للون الشعر كإضافة هايت لايت و إعطاء الشعر لمعاناً أكثر حتى إزالة أي علامة تدل على الجمود و الرتابة، في عالم التصوير ليس هناك شيء لا يمكن تعديله و إعادة الحيوية له، و لهذا السبب شعر العارضات في المجلات لا يخلو من الشاعرية و الجمال.
ستظنين أن جمال بشرة عارضات الأزياء الخالية من العيوب و الشوائب هو نتيجة لموهبة الماكيير وحده أو بسبب منتجات المكياج ذات الجودة العالية، و لكن هدفكِ للحصول على المظهر الذي يحاكي عارضات الأزياء على أغلفة المجلات هو على أرض الواقع ليس إلا خيالاً من صنع أجهزة الحاسوب. إنّ جمال الجفون، الرموش و الشفاه، وحتى الخدود الخالي من العيوب ليس إلا وهماً من إنتاج مصور فوتوغرافي.