عمليات التجميل أو حتى الإجراءات التجميلية البسيطة باتت جزءاً لا يتجزّأ من ضروريات حياتنا العصرية. فمع أن مواقع التواصل الاجتماعي جعلت من كل منا نجمة في عيون متابعيها، بات السباق على الحصول على أجمل أنف أو أكبر شفاه أو أكثر البشرات خلواً من التجاعيد أمراً عادياً تتباهى به الكثيرات. ومع ذلك، ما زال عدد من النجمات يعشن في حالة نكران، رافضين الاعتراف بأنهن أجرين التعديلات الإيجابية او السلبية على إطلالاتهن عبر الاعوام. اما اكثر التكاوين إثارة للجدل في عصرنا الحالي، فهي الشفاه. فبعدما كانت الفتاة العربية تتسم بجمال "شفتيها الرقيقتين"، تغيّرت معايير الجمال، وباتت الشفاه الاكبر والاكثر امتلاءً هي الأكثر إثارة وجاذبية، وهي التي رأيناها تتغير وتتبدل عبر الأعوام على عدد من نجمات الصف الاول العربيات.
الشفاه هي من أكثر التكاوين دقة في الوجه، خصوصاً ان خطأ بسيطاً في أيّ إجراء نعتمده فيها، قد يكلف الكثير وقد يتسبّب بتشوّهات يصعب إصلاحها، ومع تطور العلم، باتت التأثيرات السلبية للبوتوكس والفيلرز في الشفاه تتضاءل. وقد رأينا عبر الأعوام تغيّرات واضحة في شفاه هؤلاء النجمات، اللواتي بدأن بأغلبهن بشفتين طبيعيتين وربما منتفختين قليلاً، وما لبثت أن أصبحت ضخمة عبر الأعوام من خلال تعديلات يجرينها عليها بين الفترة والأخرى. فمن المعروف أن تأثير الفيلرز في الشفتين يخفت مع مرور الوقت ما يسمح لنا بإجراء التعديلات التي نفضّلها، وهذا ما يفسّر لم رأينا الشفة العلية أكثر انتفاخاً على فنانة ما من السفلى، ثم انعكس الأمر بعد أعوام متعددة الى أن باتت الشفتان متساويتين في تعديل جديد!
ومن وجهة نظرنا، أن نصبو الى أن نبدو أجمل، ليس بأمر معيب، خصوصاً أن تطوّر العلم والطب هدفه يصبّ في مصلحتنا، ولكن تبقى المبالغة متساوية مع النتيجة السلبية لأي عملية تجميلية نقوم بها! وتبقى الفكرة الاهم، وهي أننا مهما غيّرنا في طلاتنا وتكاويننا، فعلينا أن نقتنع بأن هذا من صناعة الطب التجميلي المتطور لا كما تزعم الكثيرات "جمالنا الطبيعي"، خصوصاً أننا نؤمن بأن الجمال الطبيعي ينبع من الداخل.