إذا كنت تعتقدين أنّ إدارة الأغذية و العقاقير FDA تقوم بعمل هائل في تنظيم ما يدور من إمدادات الغذاء لدينا، فسوف تنصدمين لأنّها لا تفعل الأمور نفسها في ما يخصّ منتجات التجميل و العناية الشخصية. عليكِ النظر إلى ملصقات المستحضرات التجميلية بالطريقة نفسها التي تنظرين بها إلى ملصقات الطعام.
هناك الآلاف من الموادّ الكيميائية في منتجاتكِ التجميليّة، و الكثير منها يجري امتصاصها داخل الجسم. هذه الشركات لديها الحرّية التامّة في استخدام أيّ عنصر أو موادّ من دون مراجعة الحكومة أو الحصول على الموافقة.
هذه الصناعة غير منظّمة بتاتًا. لا يجري أبدًا الموافقة على المنتج قبل طرحه في السوق و دخوله إلى منزلكِ. توجد عمليّة موافقة ضئيلة، و لكن فقط لمضافات اللّون و المكوّنات المصنّفة باعتبارها مخدرّة.
العديد من هذه الموادّ الكيميائيّة الاصطناعية هي مهيّجات للجلد، يجري امتصاصها إلى الداخل و تسبّب اختلال الغدد الصماء و غالبًا ما تكون مسرطنة.
لا يمكننا أن نذكر كلّ هذه الموادّ الكيميائية الضارّة، و لكن سنعرّفكِ على 10 منها عليكِ تجنّبها:
البارابين: تستخدم على نطاق واسع في مستحضرات التجميل كموادّ حافظة تمنع نموّ البكتيريا، العفن و الخميرة. قد يبدو الأمر جيّدًا، لكنّها تفعل أكثر من ذلك. البارابين تمتلك خصائص تحاكي هرمون الاستروجين، التي ترتبط بزيادة مخاطر الإصابة بسرطان الثدي. يجري امتصاص هذه الموادّ الكيميائية من خلال الجلد و جرى تحديدها في عيّنات خزعة من أورام الثدي. يمكن العثور عليها في المكياج، غسول الجسم، مزيلات العرق، الشامبو و منظفات الوجه. يمكنك أيضًا العثور عليها في الموادّ الغذائية و الأدوية.
الألوان الاصطناعية: إذا ألقيتِ نظرة على ملصقات منتجاتكِ، ستلاحظين وجود موادّ FD&C أو D&C، و هذه تمثل الألوان الاصطناعية. F تمثل الموادّ الغذائية و D&C تمثّل المخدرات و مستحضرات التجميل. هذه الأحرف تسبق اللون و العدد (على سبيل المثال، D&C أحمر 27 أو FD&C أزرق 1). هذه الألوان الاصطناعية مستخرجة من البترول أو مصادر الفحم القطران. يشتبه بأنّ الألوان الاصطناعية هي مسرطنة، مهيّجة للجلد ومرتبطة بمرض ADHD لدى الأطفال. التصنيف الأوروبي يعدّها مادّة مسرطنة للإنسان و حظرت في الاتحاد الأوروبي.
العطر: هذه الفئة بالتحديد مخيفة جدًّا، فماذا يعني "العطر" على أيّة حال؟ أُطلق هذا المصطلح لحماية "الصيغة السرّية" للشركات. و لكن باعتباركِ مستهلكة، يمكن أن تحصلي على تركيبة تحتوي على الكثير من الموادّ الكيميائية التي تمثّل خطرًا على صحّتكِ. وفقًا لمجموعة العمل البيئية (EWG) ، ارتبط مزيج العطر مع الحساسية، التهاب الجلد، ضيق في التنفس و تأثيرات محتملة على الجهاز التناسلي. يمكن العثور عليها في العديد من المنتجات مثل العطور و الكولونيا، بلسم الشعر، الشامبو، غسول الجسم و الكريمات المرطّبة.
الفثالات (Phthalates): هي مجموعة من الموادّ الكيميائية المستخدمة في مئات من المنتجات لزيادة مرونة و نعومة البلاستيك. الفثالات الرئيسية في مستحضرات التجميل و منتجات العناية الشخصية هي الفثالات الثنائية البوتيل في المناكير، الفثالات اثيل في العطور و المستحضرات، و ثنائي ميثيل الفثالات في رذاذ الشعر. هي معروفة بكونها تسبب اختلال الغدد الصماء و ترتبط بزيادة خطر الإصابة بسرطان الثدي، تنمية الثدي المبكر لدى الفتيات و العيوب الخلقية التناسلية عند الذكور و الإناث. للأسف، لا يجري الكشف عنها في كلّ منتج، كما أنّها تضاف إلى العطور. يمكن العثور عليها في مزيلات الروائح، العطور، الكولونيا، بخاخ الشعر و الكريمات المرطبة.
التريكلوسان: التريكلوسان يستخدم على نطاق واسع ككيميائيّ مضادّ للميكروبات، يسبّب اختلال الغدد الصماء و خاصة الغدة الدرقية و الهرمونات التناسلية و أنسجة الجلد. تظهر الدراسات المخاوف من أنّ التريكلوسان يسهم في جعل البكتيريا مقاومة للمضادّات الحيوية. و لم تكن هناك أيضًا أدلّة كافية تدعم نظرية أنّ الغسل بالصابون المضادّ للبكتيريا الذي يحتوي على التريكلوسان يوفر أيّ فائدة من الغسل بالصابون العادي و الماء. يمكن العثور على التريكلوسان في معجون الأسنان، الصابون المضادّ للبكتيريا و مزيلات العرق.
كبريتات لوريل الصوديوم (SLS) / سلفات لوريث الصوديوم (SLES): يمكن العثور عليها في أكثر من 90 في المئة من منتجات التنظيف الشخصية و الرعاية (المنتجات التي تحدث رغوة). من المعروف أنّ SLS تهيّج الجلد، الرئة و العينين. هناك قلق كبير حول SLS و قدرته على التفاعل و الاتّحاد مع غيره من الموادّ الكيميائية لتشكيل النتروزامين، و هي مادّة مسرطنة. هذه المجموعات يمكن أن تؤدي إلى مشاكل أخرى في الكلى و تلف في الجهاز التنفسي. يمكن العثور عليها في الشامبو، المطّهرات، غسول الجسم، الماسكارا و علاج حبّ الشباب.
الفورمالديهايد: الفورمالديهايد تستخدم في العديد من مستحضرات التجميل للمساعدة في منع نموّ البكتيريا. تعدّ هذه المادّة الكيميائية مادّة مسرطنة للإنسان من قبل الوكالة الدولية لبحوث الموادّ المسرطنة (IARC)، و ترتبط بسرطان الأنف والبلعوم. و من المعروف أنّ هذه المادّة تسبب تفاعلات حساسيّة الجلد، و يمكنها أيضًا أن تكون ضارّة للنظام المناعي. يمكن العثور عليها في المناكير، غسول الجسم، بلسم الشعر، الشامبو، المنظّفات، ظلال العيون و المناكير المعالجة.
التولوين (Toluene) : هذه البتروكيماويات مشتقّة من البترول أو الفحم. قد ترين على ملصقات المنتجات البنزين، تولوين، فينيلميثان و الميثيل. التولوين هو مذيب قويّ قادر على إذابة و إزالة المناكير. يمكن أن يؤثر على الجهاز التنفسيّ، يسبب الغثيان و تهيج الجلد. يجب أن تتجنّب الأمهات التعرض لأبخرة التولوين لأنّها قد تسبّب الضرر التنمويّ في الجنين. كما جرى ربط التولوين بتسمم الجهاز المناعي. يمكن العثور عليه في المناكير، و منتجات تبييض و تلوين الشعر.
البروبيلين غليكول: هو عنصر صغير عضوي يحتوي على الكحول و يشيع استخدامه منعمًا للجلد. يصنف على أنّه يضرّ البشرة و يمتصّه الجلد فورًا، وقد ارتبط بتسببه لالتهاب الجلد. يمكن العثور عليه في الكريمات المرطبة، الواقي الشمسي، مستحضرات المكياج، بلسم الشعر، الشامبو و رذاذات الشعر.
الموادّ الكيميائية الواقية من الشمس: هذه الموادّ الكيميائية تعمل واقيًا من الشمس، لأنها تمتصّ الأشعة ما فوق البنفسجية. هذه الموادّ الكيميائية تخلّ بالغدد الصماء، و يعتقد أنّ الجسم يمتصها بسهولة. كما أنها قد تسبب تلف الخلايا و السرطان في الجسم. الأكثر شيوعًا هي بينزفينون، PABA، avobenzone، homosalate وethoxycinnmate . يمكن العثور عليها في المنتجات الواقية من الشمس.
من المستحيل تجنّب كل الموادّ الكيميائية الاصطناعية، و لكن يمكنكِ الحدّ من كمية السموم التي يتعرض لها جسمكِ. تأكدّي من أن تأكلي بنظافة، تجنّبي الأطعمة المصنعة الكيميائية، اشربي الكثير من الماء المصفّى، و ابحثي عن المنتجات التي تعتمد العضوية إذا كنت ترغبين في تجنّب هذه الموادّ الكيميائية السامّة.