سفراء الجمال من المشاهير: حين تتلاقى الشهرة مع المليارات في صناعة الجمال | Gheir

سفراء الجمال من المشاهير: حين تتلاقى الشهرة مع المليارات في صناعة الجمال

جمال  Apr 24, 2025     
اشترك في قناتنا على يوتيوب
Loading the player...
×

سفراء الجمال من المشاهير: حين تتلاقى الشهرة مع المليارات في صناعة الجمال

لم تعد العلاقة بين المشاهير وعالم الجمال تقتصر على مجرد ظهور في إعلان أو وضع توقيعهم على منتج ما. بل تحوّلت هذه العلاقة إلى شراكة استراتيجية معقّدة، تتطلّب دراسة عميقة للصورة العامة للنجم، وجمهوره، وتأثيره الحقيقي على السوق. إنها لعبة ضخمة تحرّكها ملايين الدولارات، يقف خلفها جيش كامل من الوكلاء والمسوّقين ومستشاري العلامات الكبرى.

قرارٌ مصيريٌ

اليوم، أصبح التعاقد مع نجم ليكون سفيراً لعلامة تجميل قراراً مصيرياً لكلا الطرفين. بالنسبة للعلامة، يمكن لوجه مألوف أن يعزز المبيعات ويخلق ضجة عالمية. أما للنجم، فهذه الشراكة لم تعد فقط مصدر دخل ضخم (يتجاوز في كثير من الأحيان أجر فيلم كامل)، بل فرصة لترسيخ اسمه كعلامة تجارية مستقلة تتجاوز حدود السينما والموسيقى.

تاريخياً، لم يكن ارتباط المشاهير بعالم الجمال أمراً مستجداً. في ثلاثينيات القرن الماضي، تصدرت جوان كراوفورد حملات Max Factor، بينما روّجت مارلين مونرو لصابون Lux بملامحها الخلابة. غير أن الفارق الجوهري بين الأمس واليوم هو حجم الاستثمار والرهانات العالية المصاحبة لهذه العقود، التي قد تمتد إلى عشرات الملايين من الدولارات سنوية.

ناتالي بورتمان، الوجه الأيقوني لعطر Miss Dior، هي أحد أبرز الأمثلة على هذا التحوّل. فمنذ أكثر من عقد، تواصل نجاح شراكتها مع الدار الفرنسية بفضل مزيج من الكاريزما والجمال الطبيعي والأصالة التي يلمسها الجمهور في حضورها. ويُقدّر عقدها بنحو 10 إلى 15 مليون دولار، وهو رقم يعكس قوة العلاقة بين الماركة وسفيرة علامتها.

وراء هذه الشراكات البراقة، هناك ديناميكية معقدة تعمل بهدوء. وكلاء المشاهير، خبراء التسويق ومدراء العلامات الكبرى يجتمعون لترتيب التحالفات التي ستُحدث التأثير الأكبر. وغالباً ما نبدأ القصة بلقطة عفوية: ظهور ممثلة واعدة بأحمر شفاه من علامة فاخرة على السجادة الحمراء، أو نشر مغنية شهيرة صورة لها وهي تستخدم منتجاً معيناً عبر إنستغرام... لتتحول اللحظة إلى فرصة تجارية ضخمة.

اليوم، وسائل التواصل الاجتماعي غيرت قواعد اللعبة بالكامل. فمثلاً، بعد أن ظهرت سابرينا كاربنتر وهي تستخدم بلسم شفاه من Prada Beauty في فيديو موسيقي، لم يمر سوى يومان حتى أعلنت العلامة تعيينها رسمياً كسفيرة. وليس هذا بالمصادفة، إذ أن المنتج نفد من الأسواق فوراً، مما أثبت للجميع أن الجمهور يستجيب بقوة عندما يرى منتجاً حقيقياً في يد نجمه المفضل.

ورغم صعود نجم المؤثرين الرقميين، يبقى للنجوم التقليديين سحرهم الخاص. جوليا روبرتس، رغم قلة تواجدها عبر تيك توك أو إنستغرام، لا تزال وجه عطر "La Vie Est Belle" لدار Lancôme . فهي تمثل نموذجاً للجاذبية الخالدة التي لا تحتاج إلى ضجيج رقمي لتبرق.

هل من دور للأصالة؟

ومع ذلك، النجاح في هذا المجال لا يُقاس فقط بالشهرة أو عدد المتابعين. بل إن السر الحقيقي يكمن في الأصالة. الجمهور أصبح أكثر وعياً، ويميز جيداً بين الشراكات الحقيقية وتلك المدفوعة التي تفتقد للصدق. حين يتبنى النجم منتجاً لأنه يؤمن به فعلًا، تنعكس هذه العاطفة في كل صورة، كل إعلان، وكل مقابلة.

اليوم، لم تعد صناعة الجمال مجرد صناعة مستحضرات. بل أصبحت مساحة تتلاقى فيها الأحلام، الطموحات، والصفقات الكبرى. وفي قلب هذه المساحة، يقف سفراء الجمال من المشاهير كجسور بين العلامات التجارية وعالمنا المليء بالشغف بالجمال، متحولين من مجرد وجوه شهيرة إلى علامات مؤثرة بحد ذاتهم.

في النهاية، ما بين بريق الأضواء وعالم الجمال الآسر، يظل الجمال الحقيقي هو ذلك الرابط الخفي بين الصدق، الشغف، والتأثير.

عملت في مجال الصحافة والكتابة منذ سن الـ16، خرّيجة كلية الإعلام والتوثيق في بيروت، أقيم في دبي منذ 14 عاماً، حيث أعمل اليوم كمحررة ومديرة لموقع gheir.com، أشرف على المحتوى وأهتمّ بإدارة العلاقات مع العلامات الكبيرة في مجال الموضة والمجوهرات والجمال والفنون الجميلة على أنواعها. أقوم أيضاً بمقابلات حصرية فيما يتعلق بإصدارات دور الأزياء والمجوهرات، وتنفيذ جلسات تصوير وفيديوهات خاصة بالموقع.

الجمال