لاغرفيلد يردّ الجميل ويوجه تحية تقدير لحرفيي شانيل في باريس! | Gheir

لاغرفيلد يردّ الجميل ويوجه تحية تقدير لحرفيي شانيل في باريس!

اسابيع الموضة  Jul 05, 2016     
×

لاغرفيلد يردّ الجميل ويوجه تحية تقدير لحرفيي شانيل في باريس!

لا يمكن لأسبوع الموضة للهوت كوتور أن يمرّ مرور الكرام على عشاق علامة شانيل. فهو حدث يتجدد كل عام، ينتظره الجميع بترقّب كبير مشوب أحياناً ببعض القلق، حيث تشتدّ درجة الحماسة عندما تحين اللحظة التي تُطفأ فيها الأنوار، لتنطلق العارضات في مرورهن الأول على خشبة العرض.
اليوم، أخذنا كارل لاغرفيلد مجدداً إلى Grand Palais في باريس، و هو المكان الذي بات يُعتبر عنواناً ملازماً للدار بعدما اعتاد أن يقدم فيه تشكيلات شانيل.
وكما في كل موسم، لم يبقىَ من Grand Palais شيء على حاله، بل حرص لاغرفيلد على تغيير الديكور بالكامل. لكنه هذه المرة لم يذهب بعيداً ليأتي بأفكار مبتكرة يستوحي منها التصميم الداخلي، و إنما قرر أن يبقى قريباً من الدار، و أن يوجه لها تحية تقدير، تسلّط الضوء على إرثها العريق و حرفيتها العالية في تصميم قطع الهوت كوتور. ولاغرفيلد يعلم تماماً بأن مهمته كمدير إبداعي لم تكن لتكتمل طوال عقود من الزمن، من دون الأيادي الحرفية التي تقف وراء كل قطبة و قصة و تفصيل دقيق، كما يعرف بأن الفخامة اليوم، لم تعد مجرد مسألة تكاليف و أسعار مرتفعة، و إنما باتت رهناً بعامل الحرفية و الجودة و الحصرية. والحصرية في ملابس شانيل للهوت كوتور تأتي أولاً من ضرورة أن يكون كل تصميم مصنوعاً بشكل كامل باليد، و ثانياً من الأقمشة التي تتم فبكرتها في أتيلييه شانيل و لشانيل فقط، من بينها قماش التويد الذي يُعتبر بصمة خاصة بالدار، و التفاصيل الأخرى مثل الزخارف و الورود القماشية و الإضافات المنمقة التي تزيّن التصاميم و يتم إنتاجها في دور خاصة لا أحد يضاهيها في حرفيتها و جودة منتجاتها، وهما Lesage وLemarié .
لاغرفيلد قرر أن يضع كل ذلك في دائرة الضوء و يظهر لعشاق شانيل، مدى الجهد و العمل الحرفي الدقيق الذي يتطلبه إنتاج كل تصميم، و لذك حوّل Grand Palais إلى أتيلييه مستوحى من أتيلييه شانيل الحقيقي في باريس، فبدت السيدات في الخلفية وهن يجلسن إلى طاولات العمل، يقمن بخياطة الملابس بأياديهن ومن حولهن ظهرت أمتار القماش و أدوات الخياطة و المرايا التي تساعد في القياس.

البساطة والتكلّف يجتمعان في تشكيلة واحدة
بما أن قماش التويد يشكّل بصمة خاصة بشانيل، وبما أن الفكرة وراء التشكيلة هي توجيه تحية تقدير لإرث العلامة، كان لا بدّ من التركيز على التويد الذي قدمه لاغرفيلد بتصاميم كلاسيكية بسيطة، جاءت قصاتها انسيابية واسعة وعملية إلى حد ما. برزت فيها السترات المستقيمة و الـJupe- Culotte غير مكتمل الطول، و غلبت عليها الألوان الداكنة.
رويداً رويداً، أخذت الصورة تتغير على خشبة العرض، مع ظهور العارضات بالفساتين الانسيابية من دون خصر محدد. هذه الفساتين جاءت أيضاً مصنوعة من التويد و لكنها تألقت بألوانها الفاتحة و الزخارف الجميلة التي زينتها.
تضمنت التشكيلة أيضاً التايورات الكلاسيكية مع سترات طويلة وأحياناً بقصة مستديرة و أكمام سوداء برزت مع تحت أكمام السترات، ترافقت مع تنانير مستقيمة متوسطة الطول، و الحذاء عالي العنق. ومن القطع المميزة في هذه التشكيلة أيضاً، التنانير المزدانة بالكسرات الرفيعة، الفساتين المستوحاة من شكل المعطف والمزينة بأنماط هندسية دقيقة ثلاثية الأبعاد، السترات القصيرة مع التوبات الذهبية الناعمة، الفساتين المزينة بالتطريز والشك الذهبي الفاخر.
لفتتنا أيضاً القطع المصنوعة من قماش الساتان بتسايل مزموم مع أكتاف منتفخة، و فساتين المساء الأنثوية التي امتازت بلمعة بسيطة و جاءت في غالبيتها مزينة بالزخارف الأنيقة أو مزدانة بإضافات من قماش التول الشفاف.
الطبعات حضرت أيضاً في هذه المجموعة، لكنها بدت مشغولة ضمن القماش نفسه، و تألقت الفساتين البيضاء أميرية الطابع ذات التنانير الواسعة المزينة بالعقد و الربطات الرومانسية، و ظهرت طبقات الكشكش الأنيق فضلاً عن الشراشيب الصوفية التي أعطت تأثير الفرو في بعض التصاميم.
وكان ختام العرض مع إطلالة الزفاف العصرية المبتكرة و التي تكونت من بنطلون أبيض ساتيني مع سترة مستقيمة تنتهي بذيل طويل مزين باللون الزهري الحالم.
أما مرور لاغرفيلد على خشبة العرض في نهاية العرض، فلم يكن مرورا عادياً، ولكنه قرر أنه حان الوقت للجميع أن يعرفوا من هم الأشخاص الذين يقفون وراء التصاميم الرائعة، فاصطحب معه أربع نساء يُعرفن بـLes Petites Mains، و اللواتي يعود إليهن الفضل في الحفاظ على حرفة تصميم الهوت كوتور لدى الدار.
لقد كان عرضاً مؤثراً جداً حرّك فينا المشاعر و قدّم لنا لمحة عن أهمية لاغرفيلد بالنسبة لشانيل و أهمية شانيل في حياة هذا المصمم المبدع. مرة جديدة يصنع لاغرفيلد التاريخ في عالم الهوت كوتور، فهو المدير الإبداعي الوحيد حتى الآن، الذي لم ينسب كل الفضل لنفسه في ابتكار تصاميم غيّرت وجه الموضة، وإنما اعترف بجميل الفريق الذي يقف إلى جانبه و يساعده في تحويل أفكاره إلى ملابس رائعة تضيف الكثير من الألق على إطلالة السيدة.

عملت في مجال الصحافة والكتابة منذ سن الـ16، خرّيجة كلية الإعلام والتوثيق في بيروت، أقيم في دبي منذ 14 عاماً، حيث أعمل اليوم كمحررة ومديرة لموقع gheir.com، أشرف على المحتوى وأهتمّ بإدارة العلاقات مع العلامات الكبيرة في مجال الموضة والمجوهرات والجمال والفنون الجميلة على أنواعها. أقوم أيضاً بمقابلات حصرية فيما يتعلق بإصدارات دور الأزياء والمجوهرات، وتنفيذ جلسات تصوير وفيديوهات خاصة بالموقع.

اسابيع الموضة