أسبوع باريس للهو كوتور من المناسبات التي ننتظرها بشغف كبير، فهي لا تتعلق بصناعة الموضة فقط، بل تنطوي أيضاً على مقدار كبير من الفن وتطويعه في خدمة الأزياء. وهذا ما يجيده عدد من المصممين، من بينهم دانيال روزبيري المدير الإبداعي لدار سكاباريلي Schiaparelli والذي افتتح الأسبوع بعرض مشوّق بكل المقاييس.
روزبيري يمزج هوية سكاباريلي مع الطابع المستقبلي
معروف عن سكاباريلي أنها من العلامات الخارجة عن المألوف. فلطالما ارتبطت هويتها بالسريالية ورائدها الفنان الراحل سالفادور دالي. والسريالية في تصاميم العلامة كثيراً ما تتخذ طابع التصاميم الغريبة التي لا تخطر في بال، وهذا ما عبّر عنه رزوبيري عندما أرسل إلى مدرج العرض، عارضة بزي مستوحى من الطيور البيضاء، فضلاً عن اعتماده هذه المرة على القصات الدراماتيكية للأكتاف فبدت ضخمة وملتوية تارةً، ومقوسة ومرتفعة جداً تارةً أخرى، مما خلق طابعاً استعراضياً لافتاً وشوّق الحضور لمشاهدة المزيد من الإطلالات، والتي جاءت لتمزج ما بين ستايل المؤسسة إلسا سكاباريلي والشخصيات المستقبلية المستوحاة من أحدث الأفلام، ومن بينها فيلم Alien.
التصاميم المستوحاة من المؤسسة تجلت في مجموعة من اللوكات باللون الأسود، افتتح بها روزبيري العرض، وبرز من بينها فستان من اللاتيكس اللامع بقصة الخصر الرفيع، وفستان انسيابي طويل مع ياقة مستديرة ترتفع لتغطي الأذنين، وبنطلون كلاسيكي مع بلوزة من المخمل تميزت بكمين منفوخين وطويلين للغاية.
أما الإطلالات ذات الطابع المستقبلي، فقد تجلت في فستان مستوحى كلياً من الروبوت، فيما سارت العارضة Maggie Maurer على مدرج العرض بلوك رياضي الطابع وهي تحمل روبوتاً يشبه الطفل، في لقطة مستوحاة من Ellen Ripley بطلة فيلم Alien.
من ناحية ثانية، جمع روزبيري بين مراجع الثقافة الشعبية وشغفه الدائم بالأزياء الراقية، بدءاً من محيط الصدر الذي اشتهر به المصم تشارلز جيمس والذي يشبه الساعة الرملية، والذي قدّمه روزبيري في فستان من الساتان مع قوس بارز عند خط العنق، إلى الإنشاءات النحتية التي تعتبر بصمة خاصة بكريستوبال بالنسياغا. وإلى جانب ذلك كله، يقول روزبيري إنه استوحى أفكاره أيضاً من معرض عز الدين علايا الذي أقيم مؤخراً في فرنسا وضمّ تشكيلة واسعة وغنية من الملابس الراقية الفينتج سواء تلك التي صممها علايا بنفسه أم التي قام بجمعها من مصممين مختلفين.
إلى جانب تصاميمه ذات الأكتاف العالية جداً، وأزياء راكبي الدراجات النارية، قدّم روزبيري أيضاً فساتين السجادة الحمراء التقليدية، مثل فستان بدون أكمام منسدل ومزين بالشراشيب، فستان أسود من الساتان الهدل، وفستان منفوخ مصنوع من الساتان الوردي، ومغطى بطبقة غير متماثلة من الجيرسيه الأسود، يبدو وكأنه غمزة في رسم رينيه جروو الشهير لأحمر الشفاه Rouge Baiser.
عملت في مجال الصحافة والكتابة منذ سن الـ16، خرّيجة كلية الإعلام والتوثيق في بيروت، أقيم في دبي منذ 14 عاماً، حيث أعمل اليوم كمحررة ومديرة لموقع gheir.com، أشرف على المحتوى وأهتمّ بإدارة العلاقات مع العلامات الكبيرة في مجال الموضة والمجوهرات والجمال والفنون الجميلة على أنواعها. أقوم أيضاً بمقابلات حصرية فيما يتعلق بإصدارات دور الأزياء والمجوهرات، وتنفيذ جلسات تصوير وفيديوهات خاصة بالموقع.