من الأمور التي تميزت بها الأمة الإسلامية عن غيرها من الأمم أنها كانت أمة التوحيد الخالص الذي لا تشوبه شائبة.
وقد ضلت الأقوام السابقة عن الحق، وبعدت عن الصراط المستقيم. ولكن أمة الإسلام وصلت إلى هذا الحق المبين، وكان ذلك من فضل الله عز وجل على الأمة.
هنا نتحدث عن أهمية التوحيد وعلاقة المسلم بربه وأدابها.
أهمية التوحيد وفضله
من يتدبر نصوص القرآن الكريم والسنة النبوية يعلم أهمية التوحيد والذي أرسل الله به رسله، وأنزل به كتبه، ولا يستطيع أحد أن يحصر أهمية التوحيد، ولو في مجلدات وكتب، ولكن يمكن الحديث عنه بصورة مختصرة لتوضيح هذه الأهمية.
فالتوحيد من أجله خلق الله الخلق حيث قال الله تعالى قال - تعالى -: ﴿ وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُونِ ﴾ [الذاريات: 56]، " وهذه هي الغاية التي تخلق الله من أجلها الجن والإنس، وبعث جميع الرسل يدعون غليها.
وهي عبادته المتضمنة لمعرفته ومحبته، والإنابة إليه والاقبال عليه، والاعراض عمن سواه، وذلك متوقف على معرفة الله تعالى فإن تمام العبادة متوقف على المعرفة بالله، بل كلما ازداد معرفة المسلم لربه كانت عبادته أكمل.
أهمية التوحيد في حياة الناس
خلق الله العباد ليعبدوه وحده لا شريك له، فمن أطاعه جازاه أتم الجزاء، ومن عصاه عذبه أشد العذاب، وأخبر أنه غير محتاج إليهم بل هم الفقراء المحتاجون إليه، وهو خالقهم ورازقهم.
بين الله سبحانه وتعالى الحكمة من الخلق، وهي أن يعبده الناس وحده لا شريك له، وأنهم لم يخلقوا عبثًا ولا سدى بل خلقوا لهذا الأمر العظيم وهي عبادة الله عز وجل، وعدم الإشراك به شيئًا وأن يخصوه بالدعاء والخوف والرجاء والصلاة والصوم والذبح والنذر وغير ذلك.
والعبادة لا تسمى عبادة إلا لو اندمجت بالتوحيد، كما أن الصلاة ليست صلاة بدون طهارة، ولو دخل الشرك في العبادة فسدت كالحدث إذا دخل في الطهارة.
أهمية التوحيد وخطورة الشرك
تَوْحِيدُ الْأُلُوهِيَّةِ هُوَ أَوْجَبُ الْوَاجِبَاتِ، وَهُوَ الْأَسَاسُ لِجَمِيعِ الْأَعْمَالِ، وَضِدُّهُ: الشِّرْكُ، وَهُوَ أَعْظَمُ الْمُحَرَّمَاتِ.
قَالَ تَعَالَى: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ} [الذاريات: 56].
{وَمَا خَلَقْتُ} أَيْ: أَوْجَدْتُ إِيجَادًا مَسْبُوقًا بِالتَّقْدِيرِ.
{إِلَّا لِيَعْبُدُونِ} أَيْ: مَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ لِأَيِّ شَيْءٍ إِلَّا لِلْعِبَادَةِ.
وَاللَّامُ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: {لِيَعْبُدُونِ}: لِتَعْلِيلِ بَيَانِ الْحِكْمَةِ مِنَ الْخَلْقِ.
قَالَ تَعَالَى: {وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اُعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ} [النحل: 36].
{وَلَقَدْ بَعَثْنَا}: أَيْ: وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا {فِي كُلِّ أُمَّةٍ}: فِي كُلِّ طَائِفَةٍ، وَقَرْنٍ، وَجِيلٍ مِنَ النَّاسِ {رَسُولًا}: الرَّسُولُ: مَنْ أُوحِيَ إِلَيْهِ بِشَرْعٍ وَأُمِرَ بِتَبْلِيغِهِ، {أَنِ اعبُدُوا اللَّهَ}: أَفْرِدُوهُ بِالْعِبَادَةِ، {وَاجْتَنِبُوا}: وَاتْرُكُوا وَفَارِقُوا {الطَّاغُوتَ}: مِنَ الطُّغْيَانِ، وَهُوَ مُجَاوَزَةُ الْحَدِّ؛ وَهُوَ كُلُّ مَا تَجَاوَزَ بِهِ الْعَبْدُ حَدَّهُ؛ مِنْ مَعْبُودٍ، أَوْ مَتْبُوعٍ، أَوْ مُطَاعٍ.
أهمية الدعوة الى التوحيد
التَّوْحِيدُ شَرْطُ صِحَّةٍ لِكُلِّ أَمْرٍ يُتَعَبَّدُ بِهِ للهِ -جَلَّ وَعَلَا-، فَالتَّوْحِيدُ شَرْطٌ فِي صِحَّةِ الْعِبَادَةِ.. التَّوْحِيدُ شَرْطٌ فِي صِحَّةِ جَمِيعِ الْعِبَادَاتِ؛ فَأَعْمَالُ الْعِبَادِ؛ مِنْ صَلَاةٍ، وَزَكَاةٍ، وَذِكْرٍ، وَاسْتِغْفَارٍ، وَغَيْرِ ذَلِكَ، لَا يَقْبَلُهَا اللهُ -تَبَارَكَ وَتَعَالَى- إِلَّا إِذَا وَحَّدَ الْعَبْدُ رَبَّهُ -سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى- فِيهَا، وَأَفْرَدَهُ بِالْعِبَادَةِ.
وَالدَّلِيلُ عَلَى ذَلِكَ: أَنَّ اللهَ قَرَنَ الْأَمْرَ بِعِبَادَتِهِ بِالْأَمْرِ بِتَرْكِ الشِّرْكِ؛ فَقَالَ -جَلَّ وَعَلَا-: {أَنِ اُعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ}.
فَلَا يَقْبَلُ اللهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ عَمَلًا إِلَّا مِنَ الْمُوَحِّدِينَ؛ لِأَنَّ التَّوْحِيدَ شَرْطٌ فِي صِحَّةِ جَمِيعِ الْعِبَادَاتِ.
((فَاعْلَمْ أَنَّ الْعِبَادَةَ لَا تُسَمَّى عِبَادَةً إِلَّا مَعَ التَّوْحِيدِ، كَمَا أَنَّ الصَّلَاةَ لَا تُسَمَّى صَلَاةً إِلَّا مَعَ الطَّهَارَةِ؛ فَإِذَا دَخَلَ الشِّرْكُ فِي الْعِبَادَةِ فَسَدَتْ، كَالْحَدَثِ إِذَا دَخَلَ فِي الطَّهَارَةِ)) .
مرجع:
www.alukah.net
من مواليد القاهرة 1985، حاصلة على بكالريوس الآداب جامعة عين شمس عام 2006، متابعة وناقدة فنية، أعمل كمحررة محتوى على موقعيّ Nawa3em، وgheir، ومتخصصة في كتابة المقالات والآراء حول المسلسلات والأعمال الانتاجية الفنية، وأحاول تحسين حياة القراء والقارئات عبر هذه المقالات.