فضل زيارة المريض | Gheir

فضل زيارة المريض

أدعية  Jan 24, 2020     

فضل زيارة المريض

دعا الإسلام إلى الفضائل من الأخلاق، وعني بجميع ما يتعلق بالحياة البشرية، سواء التعاملات الاجتماعية أو تواصل الناس فيما بينهم، أو الأمور الاقتصادية والاجتماعية.

ومن بين الفضائل التي حثنا عليها الدين الإسلامي عيادة المريض لتخفيف معاناته من الآلام والأسقام. وهنا نتحدث بالتفصيل عن فضل زيارة المريض.

فضل زيارة المريض في الإسلام

زيارة المريض من الحقوق المؤكدة للمسلم على أخيه المسلم، ومذهب جمهور العلماء أنها سنة، وقد تصل إلى الوجوب في حق بعض الأفراد دون بعض، وذهب بعض العلماء إلى وجوب زيارة المريض كالبخاري رحمه الله الذي قال في صحيحه: بَاب وُجُوب عِيَادَة الْمَرِيض.

قال ابن حجر في فتح الباري:

كَذَا جَزَمَ بِالْوُجُوبِ عَلَى ظَاهِر الْأَمْر بِالْعِيَادَةِ، وَتَقَدَّمَ حَدِيث أَبِي هُرَيْرَة فِي الْجَنَائِز حَقُّ الْمُسْلِم عَلَى الْمُسْلِم خَمْس فَذَكَرَ مِنْهَا عِيَادَة الْمَرِيض، وَوَقَعَ فِي رِوَايَة مُسْلِم خَمْس تَجِب لِلْمُسْلِمِ عَلَى الْمُسْلِم فَذَكَرَهَا مِنْهَا، قَالَ اِبْن بَطَّال: يَحْتَمِل أَنْ يَكُون الْأَمْر عَلَى الْوُجُوب بِمَعْنَى الْكِفَايَة كَإِطْعَامِ الْجَائِع وَفَكِّ الْأَسِير، وَيَحْتَمِل أَنْ يَكُون لِلنَّدْبِ لِلْحَثِّ عَلَى التَّوَاصُل وَالْأُلْفَة، وَجَزَمَ الدَّاوُدِيّ بِالْأَوَّلِ فَقَالَ: هِيَ فَرْض يَحْمِلهُ بَعْض النَّاس عَنْ بَعْض، وَقَالَ الْجُمْهُور: هِيَ فِي الْأَصْل نَدْب، وَقَدْ تَصِل إِلَى الْوُجُوب فِي حَقِّ بَعْض دُون بَعْض. وَعَنْ الطَّبَرِيّ: تَتَأَكَّد فِي حَقِّ مَنْ تُرْجَى بَرَكَته، وَتُسَنّ فِيمَنْ يُرَاعَى حَاله، وَتُبَاح فِيمَا عَدَا ذَلِكَ، وَفِي الْكَافِر خِلَاف كَمَا سَيَأْتِي ذِكْره فِي بَاب مُفْرَد. وَنَقَلَ النَّوَوِيّ الْإِجْمَاع عَلَى عَدَم الْوُجُوب، يَعْنِي عَلَى الْأَعْيَان. انتهى.

وأما الأحاديث فهي كثيرة في الترغيب في الزيارة وبيان ثوابها وأنها من الحقوق المؤكدة، ومن هذه الأحاديث: قوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: حَقُّ الْمُسْلِمِ عَلَى الْمُسْلِمِ خَمْسٌ. وفي رواية: خَمْسٌ تَجِبُ لِلْمُسْلِمِ عَلَى أَخِيهِ: رَدُّ السَّلَامِ، وَتَشْمِيتُ الْعَاطِسِ، وَإِجَابَةُ الدَّعْوَةِ، وَعِيَادَةُ الْمَرِيضِ، وَاتِّبَاعُ الْجَنَائِزِ. رواه البخاري ومسلم.

وعَنْ أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَطْعِمُوا الْجَائِعَ، وَعُودُوا الْمَرِيضَ، وَفُكُّوا الْعَانِيَ. رواه البخاري.

فضل زيارة المريض

فضل زيارة المريض في المستشفى

مما ورد في فضل زيارة المريض ما رواه مسلم في صحيحه عَنْ ثَوْبَانَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: إِنَّ الْمُسْلِمَ إِذَا عَادَ أَخَاهُ الْمُسْلِمَ لَمْ يَزَلْ فِي خُرْفَةِ الْجَنَّةِ حَتَّى يَرْجِعَ.

و قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَنْ عَادَ مَرِيضًا أَوْ زَارَ أَخًا لَهُ فِي اللَّهِ نَادَاهُ مُنَادٍ أَنْ طِبْتَ وَطَابَ مَمْشَاكَ وَتَبَوَّأْتَ مِنْ الْجَنَّةِ مَنْزِلًا. رواه الترمذي وحسنه، وابن ماجه، وحسنه الألباني.

وعَنْ ثُوَيْرٍ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: أَخَذَ عَلِيٌّ بِيَدِي قَالَ انْطَلِقْ بِنَا إِلَى الْحَسَنِ نَعُودُهُ، فَوَجَدْنَا عِنْدَهُ أَبَا مُوسَى فَقَالَ عَلِيٌّ عَلَيْهِ السَّلَام: أَعَائِدًا جِئْتَ يَا أَبَا مُوسَى أَمْ زَائِرًا؟ فَقَالَ: لَا بَلْ عَائِدًا، فَقَالَ عَلِيٌّ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: مَا مِنْ مُسْلِمٍ يَعُودُ مُسْلِمًا غُدْوَةً إِلَّا صَلَّى عَلَيْهِ سَبْعُونَ أَلْفَ مَلَكٍ حَتَّى يُمْسِيَ، وَإِنْ عَادَهُ عَشِيَّةً إِلَّا صَلَّى عَلَيْهِ سَبْعُونَ أَلْفَ مَلَكٍ حَتَّى يُصْبِحَ وَكَانَ لَهُ خَرِيفٌ فِي الْجَنَّةِ. رواه أحمد والترمذي وحسنه، وصححه الألباني.

فضل زيارة المريض عند أهل البيت

روي عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: يعيّر الله عزّ وجل عبداً من عباده يوم القيامة فيقول: { عبدي ما منعك إذا مرضت أن تعودني؟" فيقول: "سبحانك أنت رب العباد لا تألم ولا تمرض"، فيقول: "مرض أخوك المؤمن فلم تعده، وعزّتي وجلالي لو عدته لوجدتني عنده، ثم لتكفلت بحوائجك فقضيتها لك، وذلك من كرامة عبدي المؤمن وأنا الرحمن الرحيم".

وعنه صلى الله عليه وآله وسلم قال: من عاد مريضاً فله بكل خطوة خطاها حتى يرجع إلى منزله سبعون ألف ألف حسنة، ويمحا عنه سبعون ألف ألف سيئة، ويرفع له سبعون ألف ألف درجة، ووكّل الله به سبعون ألف ألف ملك يعودونه في قبره ،ويستغفرون له إلى يوم القيامة.

وعنه صلى الله عليه وآله وسلم قال: أيما مؤمن عاد مريضاً خاض في الرحمة فإذا قعد عنده استنقع فيها فإذا عاده غدوةً صلى عليه سبعون ألف ملك إلى أن يمسي، وإن عاده عشيةً صلى عليه سبعون ألف ملك حتى يصبح.

وعنه صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: أجيبوا الداعي، وعودوا المريض واقبلوا الهدية ولا تظلموا المسلمين.

وعنه صلى الله عليه وآله وسلم قال: إن على كل مسلم في كل يوم صدقة، قيل: "من يطيق ذلك"، قال صلى الله عليه وآله وسلم : إماطتك الأذى عن الطريق صدقة، وإرشادك الرجل إلى الطريق صدقة،، وعيادتك المريض صدقة، وأمرك بالمعروف صدقة، ، ونهيك عن المنكر صدقة، وردّك السلام صدقة.

وعنه صلى الله عليه وآله وسلم قال: من عاد مريضاً نادى منادٍ من السماء باسمه: "يا فلان طبت وطاب ممشاك وتبوّأت من الجنة.

أهمية زيارة المريض

زيارة المريض شديدة الأهمية، فهي من الأعمال التي حثنا عليها الرسول صلى الله عليه وسلم،والذي كان يعلم مدى قدر وأهمية هذه الزيارة والمتمثلة في النقاط التالية.

  • زيارة المريض إحياء سنة من سنن الرسول - عليه الصلاة والسلام.
  • زيارة المريض من صِفات الإنسان الخلوق والمتواضع .
  • زيارة المريض تواسيَ المريض وتبعث فيه بعضا من الأمل والقدرة على تناسي الآلام.
  • القيام بزيارة للمريض من الأعمال المحبَّبة عند الله - تعالى - ورسوله والمجتمع.

مرجع:

www.islamweb.net

من مواليد القاهرة 1985، حاصلة على بكالريوس الآداب جامعة عين شمس عام 2006، متابعة وناقدة فنية، أعمل كمحررة محتوى على موقعيّ Nawa3em، وgheir، ومتخصصة في كتابة المقالات والآراء حول المسلسلات والأعمال الانتاجية الفنية، وأحاول تحسين حياة القراء والقارئات عبر هذه المقالات.

الأدعية