لطالما كانت النباتات أكثر من مجرد عناصر جمالية تزيّن مساحاتنا، فهي تحمل في طياتها قوة شفائية وروحانية لا يمكن إنكارها. وسط صخب الحياة الحديثة، تمنحنا النباتات لمسات خضراء تذكرنا بجمال البساطة، وتعيد إلينا اتصالنا الفطري بالطبيعة. في هذا اللقاء مع شريف، نغوص في عوالم النباتات الداخلية وتأثيرها العميق على مزاجنا وصحتنا النفسية. من تخفيف التوتر وتعزيز الإبداع، إلى نشر الطاقة الإيجابية في أركان منازلنا، يفتح لنا شريف عبدالله الشريك المؤسس لـ Plntd أبواب الفهم حول كيف يمكن لهذه الكائنات الخضراء أن تصبح جزءًا من رحلتنا نحو التوازن الداخلي والسكينة. النباتات ليست مجرد زينة، إنها رفقاء في رحلة البحث عن الصفاء، ومد يومي للطاقة والحضور.
النباتات والمزاج
كيف تؤثر النباتات الداخلية على مزاجنا وصحتنا النفسية؟
في عالم اليوم، يعاني كثير منا مما يُعرف بـ"اضطراب نقص الطبيعة" — ذلك التوتر الصامت الناتج عن قلة التواصل مع العالم الطبيعي، مما يجعلنا أكثر عرضة للقلق والضغوط اليومية. حتى لمسات بسيطة من الخضرة قادرة على تخفيف هذا العبء بطرق مؤثرة. وسط عالم يفرض علينا السرعة والإنتاج المستمر، تمنحنا النباتات الداخلية لحظات من الحضور والسكينة، وتبعث فينا طاقة يومية خفيفة. العناية بكائن حي تعيد إلينا شعوراً بالهدوء والارتباط بالعالم من حولنا. نحن نرى عملاءنا كأوصياء على نباتاتهم، وغالبًا ما يخبروننا أن نباتاتهم — كزهرة السلام أو نبتة الثعبان — أصبحت بالنسبة لهم أقرب إلى الرفقاء.
هل هناك نباتات معينة معروفة بتخفيف التوتر وتعزيز الشعور بالهدوء؟
أي لمسة خضراء كفيلة بجلب السكينة. ومع ذلك، ينجذب الكثيرون إلى زهرة السلام، لما تبثه من راحة بصرية ولقدرتها الطبيعية على تنقية الهواء. نخلة الأريكا أيضاً خيار محبب، إذ تضفي أجواءً استوائية هادئة على أي غرفة. شخصياً، أجد في نبتة الليمون الأبيض عزاءً خاصاً، فملمسها الرقيق يمنحني شعوراً بالراحة والطمأنينة. بغض النظر عن نوع النبات، يبقى فعل العناية بحد ذاته هو ما يحدث الفرق الأكبر في مزاجنا.
هل يمكن للخضرة أن تحسّن الإنتاجية أو تحفّز الإبداع؟
بالتأكيد — والعلم يدعم ذلك. حتى تواصل بسيط مع النباتات يمكنه أن يخفف من آثار نقص الطبيعة، يقلل الإجهاد العقلي، ويحسن التركيز. لهذا السبب نوصي عادة بنباتات قوية وقليلة الاحتياج للماء — مثل نبتة زي زي (ZZ)، أو نبات الحديد الزهر، أو شجرة التنين — لاستخدامها في أماكن العمل. لاحظنا أن العديد من الشركات بدأت تدرك فوائد المساحات الخضراء الداخلية، وقد سعدنا بالتعاون مع الكثير منها في مشاريع تجميل أماكن العمل. ومع ذلك، قد يكون كل ما تحتاجه ببساطة هو وضع نبتة صغيرة على مكتبك لتشعر بتغير ملموس في أجواء المكان.
نباتات الطاقة الإيجابية
ما هي أبرز النباتات التي توصي بها لجذب الطاقة الإيجابية إلى المنزل؟
نبتة الثعبان تعد أساسية، — فهي رمز للصمود والحماية. أما نبتة البوثوس، بما تحمله من خضرة متسلقة، فتعكس طاقة النمو والوفرة. لراحة البال وتنقية الأجواء، تظل زهرة السلام خياراً مميزاً. أما للراغبين بجذب الرخاء، فنوصي دائماً بنبتة المال (بيليا). فالنباتات لا تملأ المكان فقط، بل تبث فيه الحياة والطاقة.
هل هناك نباتات يُفضل تجنبها بسبب صعوبة العناية أو تأثيرها السلبي؟
برأينا، الأمر لا يتعلق بنباتات "سيئة"، بل بإيجاد الاختيار المناسب لكل مساحة ولكل مرحلة من حياتنا. طالما كانت ظروف الإضاءة والري مناسبة، فإن معظم النباتات قادرة على الازدهار. بعض الأنواع، مثل طائر الجنة، تحتاج إلى ري متكرر، وأخرى، كالتين المطاطي أو الفيكس، قد تتطلب عناية أدق. للمبتدئين، ننصح دائماً بالنباتات المتينة كزهرة الثعبان أو نبتة زي زي، فهي تتحمل الإهمال البسيط وتظل تنبض بالحياة. نحرص دائماً على مساعدتك لاختيار ما يتناسب مع أسلوب حياتك، ونرافقك بالتوجيهات البسيطة: مقاطع تعليمية، متابعة مجانية بعد شهر، وخدمة اتصال "طوارئ النباتات" لأي ظرف طارئ. إدخال النباتات إلى منزلك يجب أن يكون تجربة مريحة لا معقدة.
كيف يمكننا استخدام النباتات لتعزيز الطاقة العاطفية في الغرف المختلفة؟
في غرف النوم، حيث الراحة أولوية، نوصي بنباتات تطلق الأكسجين ليلاً — مثل نبتة الثعبان ونبتة زي زي والبوتوس — ضمن مجموعة "ليلة سعيدة". في المطابخ، تضفي الأعشاب الطازجة مثل النعناع والريحان حيوية وفائدة عملية في آنٍ واحد. أما غرف المعيشة، فنحب أن نزينها بنباتات متسلقة كالهنى بلانت لمزيد من النعومة، أو نباتات مزهرة مثل الفلامنغو الأحمر لإضافة لمسة لونية، أو نخلة الأريكا لتوفير أجواء خضراء غنية. وفي أماكن العمل، النباتات القوية مثل نبتة زي زي تساهم في تعزيز التركيز مع قليل من الجهد. في النهاية، المسألة تتعلق باختيارات مدروسة تعكس الإيقاع والطاقة التي نريد ترسيخها في كل مساحة.
نصائح الـFend Shui
كيف يوجه فن الـFend Shui توزيع النباتات داخل المنزل لتحققي التوازن والانسجام؟
في الـFend Shui ، تمثّل النباتات قوة حيوية تدفع الطاقة الراكدة وتحفز التدفق الطبيعي للطاقة في المكان. يفضل وضع النباتات في الزوايا الفارغة، الممرات الطويلة، أو بالقرب من المداخل. من المهم عدم ازدحام المكان بها أو وضع نباتات بأوراق حادة مباشرة أمام الأبواب. عندما يتم اختيار النباتات بعناية، يمكنها أن تضفي على المساحات طابعًا أكثر نعومة وهدوءًا.
هل هناك نباتات معينة تُعتبر محظوظة وفق الـFend Shui، وأين يُفضل وضعها؟
بالتأكيد. شجرة المال (باتشيرا أكواتيكا) تعتبر رمزاً للحظ والازدهار، ويُفضل وضعها في الزاوية الجنوبية الشرقية من المنزل لجذب الثروة. نخلة الأريكا رمز للحيوية والنشاط، ومن الأفضل وضعها في غرف المعيشة لدعم تدفق الطاقة. كما نوصي بوضع نبتة الثعبان في الممرات لحماية الطاقة الإيجابية في المكان.
ما هو الخطأ الشائع الذي يقع فيه الناس عند استخدام النباتات في الـFend Shui وكيف يمكن تجنبه؟
الخطأ الأكثر شيوعاً هو الازدحام، — حيث يؤدي تكديس النباتات إلى عرقلة تدفق الطاقة بدلاً من دعمه. ومن الأخطاء الأخرى إهمال العناية بالنباتات؛ فالنباتات الذابلة أو المتربة تتعارض مع مبادئ الـFend Shui. النصيحة الذهبية: النباتات الصحية، مع مساحة للتنفس، وقليل من الرعاية — هي كل ما تحتاجه. القليل غالبًا أفضل.
ملاذ أخضر في المنزل
كيف يمكن لمن هو مبتدئ أن يبدأ في تحويل مساحته إلى ملاذ أخضر؟
ابدأ بخطوات صغيرة. للمبتدئين، نوفر مجموعة البداية التي تضم نباتات يسهل العناية بها، مثل نبتة زي زي ونبتة الثعبان، والتي تتسامح مع نسيان الري أحياناً. مع الوقت، ستبدأ بملاحظة التفاصيل الصغيرة: نمو جديد، تغيرات خفيفة، وإحساس هادئ بالفخر. ومع ازدياد ثقتك، يمكنك توسيع مجموعتك شيئاً فشيئاً. وحتى لو فقدت بعض النباتات، لا بأس — استمر، أنت تسير في الطريق الصحيح.
ما هي أفضل النصائح أو التركيبات النباتية لخلق جو دافئ ومريح في المنزل؟
السر يكمن في اللعب مع الارتفاعات والأنسجة لإضفاء حيوية بصرية دون ازدحام. ابدأ بنبتة كبيرة مثل نبات المطاط لإرساء توازن بصري، أو شجرة الدموع لإضافة لمسة حالمة. ثم أضف نباتاً متدلياً مثل الهنى بلانت على رف، وادمج نباتات صغيرة مثل فانسي فينيس لإثراء الطبقات. ننصح باختيار أواني طبيعية بلمسات غير لامعة، مثل أواني الأسمنت المصبوبة يدوياً التي نحب استخدامها لهذا الغرض. وأخيراً، إضاءة دافئة وناعمة تكمل المشهد، فتشعر أن المكان ينبض بالحياة.
كيف يمكننا استخدام النباتات لتعميق علاقتنا بالطبيعة حتى في المساحات الحضرية أو الصغيرة؟
الأمر كله يتعلق بابتكار طقوس صغيرة: سقي النباتات صباحاً، مسح أوراقها على أنغام موسيقاك المفضلة، أو مراقبة ظهور أوراق جديدة. في بلنتد، نرى أن النباتات ليست مجرد ديكور، بل أسلوب حياة — طريقة للعناية بكائن حي، وللتذكير بأن الحياة مستمرة في الازدهار، حتى في قلب المدينة.
عملت في مجال الصحافة والكتابة منذ سن الـ16، خرّيجة كلية الإعلام والتوثيق في بيروت، أقيم في دبي منذ 14 عاماً، حيث أعمل اليوم كمحررة ومديرة لموقع gheir.com، أشرف على المحتوى وأهتمّ بإدارة العلاقات مع العلامات الكبيرة في مجال الموضة والمجوهرات والجمال والفنون الجميلة على أنواعها. أقوم أيضاً بمقابلات حصرية فيما يتعلق بإصدارات دور الأزياء والمجوهرات، وتنفيذ جلسات تصوير وفيديوهات خاصة بالموقع.