ثمة العديد من الرموز اللصيقة بالقضية الفلسطينية، ومنها حنظلة، الطفل الفلسطيني الذي أصرّ على أن يبقى واقفاً ينظر إلى فلسطين، في وقت أدار الجميع ظهورهم لها.
وحنظلة اليوم رمز ثابت للقضية الفلسطينية، وهو من رسم ناجي العلي، الفنان الفلسطيني الذي اغتِيل في أوروبا بسبب عدم تخليه عن قضية وطنه وعن أرضه المستباحة. كان ناجي العلي طفلاً صغيراً حين أُرغم مع عائلته ومئات الآلاف من الفلسطينيين، إلى ترك قراهم ومنازلهم والنزوح إلى دول الجوار. كان نصيب ناجي أن ينزح مع أهله إلى لبنان، لكن قلبه ووجدانه بقيا معلقين بالأرض التي وُلد فيها، فصوّر نفسه على هيئة طفل يقف وحيداً، شابكاً يديه وراء ظهره، ينظر إلى فلسطين بينما الجميع غادروها ونسوا أمرها.
"وبحسب المراجع، فإن حنظلة" طفل يبلغ من العمر 10 سنوات، ويظل في العاشرة من عمره مهما تعاقبت السنون، ولن يكبر حتى يعود لفلسطين، ورغم تجمد عمره فإن أفكاره وسبل اعتراضه كانت تتطور بتطور الأحداث السياسية، فقد ظهر لأول مرة في لوحات ناجي العلي عام 1969 بجريدة "السياسة الكويتية"، وأدار ظهره للعالم مكتفا يديه خلف ظهره في أعقاب حرب 1973، رفضا للسياسات الأميركية لتسوية القضية الفلسطينية.
ويمثّل حنظلة نموذجاً مصغراً لمبتكره المغدور، وحفظ بقاءه في وجدان المشغولين بالقضية الفلسطينية، إذ إن عمر حنظلة هو نفسه عمر ناجي العلي عندما غادر فلسطين، ولم يكن حنظلة ليكبر حتى يعود ناجي إلى أرض الوطن، حينها فقط كنا سنشهد هذا الصبي يكبر وربما يظهر بوجهه أمام العالم. اتخذه العليّ بمثابة توقيع له على لوحاته، وحصدت الشخصية ثناء الجماهير العربية، وصارت رمزا للصمود الفلسطيني.
وأما عن سبب تكتيف يديه فيقول ناجي العلي "كتفته بعد حرب أكتوبر/تشرين الأول 1973، لأن المنطقة كانت تشهد عملية تطويع وتطبيع شاملة، وهنا كان تكتيف الطفل دلالة على رفضه المشاركة في حلول التسوية الأميركية في المنطقة، فهو ثائر وليس مطبعاً".
لحنظلة وجه آخر يمثل الطفل الفلسطيني الذي يمثل عصب القضية الفلسطينية وشعبها، طفل يواجه الاحتلال ويواجه مصاعب الحياة تحت حكم الاحتلال، وسيظل حنظلة حيًا في العاشرة من عمره إلى أن يعود الفلسطينيون إلى وطنهم، تنفيذًا لوصية مبتكره ناجي العلي الذي دفن في أرض غريبة بعيدًا عن وطنه.
عملت في مجال الصحافة والكتابة منذ سن الـ16، خرّيجة كلية الإعلام والتوثيق في بيروت، أقيم في دبي منذ 14 عاماً، حيث أعمل اليوم كمحررة ومديرة لموقع gheir.com، أشرف على المحتوى وأهتمّ بإدارة العلاقات مع العلامات الكبيرة في مجال الموضة والمجوهرات والجمال والفنون الجميلة على أنواعها. أقوم أيضاً بمقابلات حصرية فيما يتعلق بإصدارات دور الأزياء والمجوهرات، وتنفيذ جلسات تصوير وفيديوهات خاصة بالموقع.