
لا يوجد ابتلاء اشد من موت الابن، فهو نار في القلب لا تنطفئ مهما مر من الزمن، وحزن لا ينقص.
ولكن الله سبحانه وتعالى والأنبياء أمرونا بالصبر في المصائب والمحن.
وهنا نقدم لك حديثا عن الصبر على موت الابن.
فضل الصبر على موت الابن
قال عز جل: وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ * الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ * أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ {البقرة:157،156،155}
العاقل من يعيش حياته طلبا للراحة الحقيقية التي تبتدئ بموته ولحوقه بربه الكريم، في جنات ونهر في مقعد صدق عند مليك مقتدر. قال تعالى: إِنَّ رَحْمَتَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ {الأعراف: 56}
وقال في الحديث القدسي: إذا تقرب العبد إليَّ شبرا تقربت إليه ذراعا، وإذا تقرب مني ذراعا تقربت منه باعا، وإذا أتاني مشيا أتيته هرولة. متفق عليه.
قصة الخضر وقوله لموسى: وَأَمَّا الْغُلَامُ فَكَانَ أَبَوَاهُ مُؤْمِنَيْنِ فَخَشِينَا أَنْ يُرْهِقَهُمَا طُغْيَانًا وَكُفْرًا (80) فَأَرَدْنَا أَنْ يُبْدِلَهُمَا رَبُّهُمَا خَيْرًا مِنْهُ زَكَاةً وَأَقْرَبَ رُحْمًا (81) {الكهف:81،80}
حديث عن الصبر
إنَّ عِظمَ الجزاءِ معَ عظمِ البلاءِ و إنّ اللَّه إذا أحبَّ قومًا ابتلاهم فمن رضِيَ فله الرِّضا و من سخِطَ فلَهُ السُّخطُ"، وجاء في حديث عن الصبر قوله -عليه الصلاة والسلام-: "ما من شيءٍ يُصيبُ المؤمن من نَصَبٍ، و لا حَزَنٍ و لا وصَبٍ حتى الهَمَّ يَهُمُّهُ إلَّا يُكفِّرُ اللهُ بهِ عنهُ من سَيئاتِهِ" . تفسير حديث عن الصبر روى الصحابة -رضوان الله عليهم- العديد من الأحاديث الصحيحة عن النبي -صلى الله عليه وسلم- والتي تتحدث على فضل الصبر على الابتلاء سواءً أكان في النفس أم المال أم الولد أم فيما سواها من طيبات الحياة الدنيا، ومن تلك الأحاديث الصحيحة قوله -عليه الصلاة والسلام-: "إنَّما الصَّبرُ عندَ الصَّدمةِ الأُولَى أو: عندَ أوَّلِ صدمةٍ"
ثواب الصبر على موت الابن

يجب التشبه بالصابرة المحتسبة العاقلة اللبيبة أم سليم رضي لله عنها، لما مات ابنها قالت لأهلها: لا تحدثوا أبا طلحة ـ تعني زوجها ـ بابنه حتى أكون أنا أحدثه. فلما جاء قربت إليه عشاء فأكل وشرب، ثم تصنَّعت له أحسن ما كان تصنع قبل ذلك فوقع بها، فلما رأت أنه قد شبع وأصاب منها قالت: يا أبا طلحة أرأيت لو أن قوما أعاروا عاريتهم أهل بيت فطلبوا عاريتهم ألهم أن يمنعوهم؟ قال: لا. قالت: فاحتسب ابنك. فغضب وقال: تركتني حتى تلطخت ثم أخبرتني بابني. فانطلق حتى أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبره بما كان، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: بارك الله لكما في غابر ليلتكما. فحملت فولدت غلاما. رواه البخاري ومسلم واللفظ له. وفي رواية عند البخاري: فقال رجل من الأنصار: فرأيت لهما تسعة أولاد كلهم قد قرأ القرآن.
فهذا من الجزاء العاجل للصبر والرضا بقضاء الله تعالى، فضلا عن الأجر الآجل، الذي يتلخص في الفوز بالجنة، وما أدراك ما الجنة قال تعالى في الحديث القدسي: ما لعبدي المؤمن عندي جزاء إذا قبضت صفيه من أهل الدنيا ثم احتسبه إلا الجنة. رواه البخاري.
دعاء الصبر على موت الابن
قال ابن الجوزي في (كشف المشكل): الصفيُّ المصطفى كالولد والأخ وكل محبوب مؤثراهـ. وقال ابن حجر في (الفتح الباري): "فاحتسب" أي صبر راضيا بقضاء الله راجيا فضله اهـ.
وعن أبي موسى الأشعري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إذا مات ولد العبد قال الله لملائكته: قبضتم ولد عبدي؟ فيقولون: نعم. فيقول: قبضتم ثمرة فؤاده. فيقولون: نعم. فيقول: ماذا قال عبدي؟ فيقولون: حمدك واسترجع. فيقول الله: ابنوا لعبدي بيتا في الجنة وسموه بيت الحمد. رواه الترمذي وحسنه، وأحمد، وحسنه الألباني.
قصص عن الصبر على موت الابناء
وعن قرة بن إياس قال: كان نبي الله صلى الله عليه وسلم إذا جلس يجلس إليه نفر من أصحابه وفيهم رجل له ابن صغير يأتيه من خلف ظهره فيقعده بين يديه، فهلك فامتنع الرجل أن يحضر الحلقة لذكر ابنه فحزن عليه، ففقده النبي صلى الله عليه وسلم فقال: مالي لا أرى فلانا؟ قالوا: يا رسول الله بنيه الذي رأيته هلك. فلقيه النبي صلى الله عليه وسلم فسأله عن بنيه فأخبره أنه هلك، فعزاه عليه ثم قال: يا فلان أيما كان أحب إليك أن تمتع به عمرك أو لا تأتي غدا إلى باب من أبواب الجنة إلا وجدته قد سبقك إليه يفتحه لك. قال: يا نبي الله بل يسبقني إلى باب الجنة فيفتحها لي لهو أحب إلي. قال: فذاك لك. رواهالنسائي وصححه ابن حبان والحاكم وابن حجر والألباني.
مرجع:
http://fatwa.islamweb.net
من مواليد القاهرة 1985، حاصلة على بكالريوس الآداب جامعة عين شمس عام 2006، متابعة وناقدة فنية، أعمل كمحررة محتوى على موقعيّ Nawa3em، وgheir، ومتخصصة في كتابة المقالات والآراء حول المسلسلات والأعمال الانتاجية الفنية، وأحاول تحسين حياة القراء والقارئات عبر هذه المقالات.